112 - عن خالد الحذّاء (¬1)، عن أبي قِلابة (¬2)، عن عَمرو بن بُجْدَان (¬3) عن أبي ذَرٍّ قال: اجتمعتْ غُنيمةٌ عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أَبا ذرٍّ! ابدُ فِيها"، فبدوتُ إلى الربَّذَةِ، فكانت تُصِيبُني الجنابةُ، فأمكث الخمسَ والسِّتَّ- في روايةٍ: أصلِّي بغيرِ طُهُور (¬4) - فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أَبوذَرٍّ! " فسكتُّ. فقال: "ثَكِلتكَ أمُّك أبا ذرٍّ! لأمِّك الويلُ"، فدعا لي بجاريةٍ سوداءَ، فجاءتْ بِعُسٍّ فيه ماءٌ، فسترتني بثوبٍ واستترتُ بالرَّاحلةِ، فاغتسلتُ، فكأنّني ألقيتُ عني جَبَلًا، فقال: "الصَّعِيدُ الطَّيّبُ وَضوءُ المسلمِ ولو إلى عشرِ سنين، فإذا وجدتَ الماءَ فأمِسّه جِلْدَكَ؛ فإن ذلكَ خيرٌ". د س. مختصرٌ (¬5).
¬__________
(¬1) خالد الحذاء: هو خالد بن مهران، ثقة، توفي سنة إحدى وأربعين ومئة، روى له الجماعة.
(¬2) هو: عبد الله بن زيد الجرمي، بصري، تابعي، ثقة، فاضل، من الفقهاء ذوي الألباب، هرب من القضاء، مات بالشام سنة ثلاث ومئة، وقيل بعد ذلك، روى له الجماعة.
(¬3) عمرو بن بجدان العامري الفَقْعَسِيّ، لم يرو عنه غير أبي قلابة، ومع ذلك فقد أدخله ابن حبان في "الثقات" (5/ 171 - 172)، وقال عنه العجلي في "الثقات" ص (362): "بصري، تابعي، ثقة"، ولكن الذهبي قال في "الميزان": "قد وثق عمرو مع جهالته"، وقال ابن حجر في "التقريب": "لا يعرف حاله".
(¬4) رواها أبو داود (333).
(¬5) صحيح. رواه أبو داود- والسياق له- (332)، والنسائي (1/ 171) مختصرًا. والحديث رواه الترمذي أيضًا (124)، وقال: "حسن"، قال الذهبي في "الميزان" (3/ 247): "حسنه الترمذي، ولم يرقه إلى الصحة للجهالة بحال عمرو".
قلت: ولكن جاء في بعض النسح: "حسن صحيح".
وله شاهد عن أبي هريرة، انظره في "البلوغ" برقم (131).
و"غنيمة": تصغير غنم. والمراد: القِلَّة. و "ابد" أي: أخرج إلى البادية. و "فبدوت": فخرجت إلى البادية. و "الربذة": قرية من قرى المدينة علي ثلاثة أميال منها. و "العس": القدح العظيم.