كتاب بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل

ناس وشَرّ زمان. انتهى.
تأمّل الامتحانات وأنه يُكتفى فيها بالقول عن العمل فليس العمل بشرط وإنما تحصل التزكية بتعبئة الأوراق.
قال مالك بن دينار: إذا تعلم العبد العلم ليعمل به كثر علمه وإذا تعلم لغير العمل زاده فجوراً وتكبّراً واحتقاراً للعامّة. انتهى.
أنظر كيف أصبح العلم اليوم حِرْفة وصَنْعة وتجارة.
وقال وهب بن منبه: إن للعلم طغياناً كطغيان المال.
وقال: قد أصبح علماؤنا يبذلون علمهم لأهل الدنيا لينالوها منهم فهانوا في أعينهم وزهدوا في علمهم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. انتهى.
انظر نتائج الدنيا بالعلم.
وأقبل على عطاء الخراساني فقال: ويحك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا، تأتي من يغلق عنك بابه ويُظهر لك فقره ويُوَاري عنك غناه، وتَدَع من يفتح لك بابه ويُظهر لك غناه ويقول: {ادعوني استجب لكم} إرْض بالدون من الدنيا مع الحكمة ولا ترضى بالدون من الحكمة مع الدنيا، إذا كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك، إنما بطنك بحر من البحور وَوَاد من الأودية وليس يملأه إلا التراب. انتهى.

الصفحة 11