كتاب بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل

إن الزمان إذا تغيَّر لم يكن ... في ذاك حجة فاتن فتّان
امرَ النبي إذا تغيّر وقتنا ... أن نسْتمر على الهدى الرباني
متمسكين بِهَدْيهِ لا نرتضي ... عنه البديل بخُدْعة الشيطان
ضَمِنَ الأمان لنا بنهج سبيله ... وأتى بتحذيرٍ لِنَهْجٍ ثاني
العلم أصبح نهجه مُتغيِّراً ... وهو الأساس يُقامُ للبنيان
عِلْمٌ أُقيم على اصطْياد دراهم ... ومناصبٍ ماذاك للرحمن
لابُد من إخلاصنا لإلهنا ... والإتباع لهادي الثقلان
شَرْطان مَن ضَيّعهما أو وْاحداً ... فهو المضيِّعُ شِرْعة الإحسان
عِلْمٌ خليطٌ وحْي ربي والذي ... قد جاء من أُمَمٍ على الكفران
الكلُّ عِلْمٌ تُرْتَقى درجاته ... ياعِزَِّةً قُرِنَتْ بِنَيْلِ هَوَان
والكلّ عِلْمٌ مَدْحُهُ مُتَوَجِّبٌ ... لا فَرْق بين الطِّيب والأنْتان
والكلّ علم يشهدون لأهلهِ ... إنْ يعرفوه شهادة العرِفان
يكفيهمو هذا وإنْ لم يعملوا ... بالعلم ليس بذاك من نكران
كل المراد إجابة في صُحْفِهِمْ ... ليس المراد تُقَى العظيم الشان
سيّان من هو مظهر لنفاقه ... أو مُظهر نُسْكاً بلا إمعان
سِيّان مُسْبل ثوبه أو رافِعٌ ... فالكل مشْط مُسْتوي الأسنان
سيّان حالق ذِقنه أو مُعْفياً ... هذا وهذا عندهم سِيّان
كلٌّ يُزكَّى إن يُجيب إجابةً ... عن كل مسألة بلا نقصان
لا تُنظر الأعمال يكفي أنهم ... كتبوا الجواب لِرُتْبة النجحان
لَوْ كان مُنحرفاً ويعلمُ علمهمْ ... زَكَّوْهُ ليس الوزن بالإيمان

الصفحة 156