كتاب بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل

وَزْنُ الرسول خلاف هذا إنما ... رُسْلُ الإله تجيء بالفرقان
جاءت بِوَحْيٍ لا يُخالط غيره ... لابد من عمل مع الإذعان
لابد من عمل بعلم نبينا ... فهو المقارِن عِلْمنا الربّأني
جغرافيا البلدان ليس بعلمنا ... هذا يُزيل عداوة الكفران
ارسم خريطتهم وحدد أرضهم ... عَدِّدْ ديارهمو مَعَ السكان
أذكر جبالهمو وكم أطوالها ... وارسم بحارهمو مَعَ الوِدْيان
أذكر زراعتهم وكم إنتاجها ... أرْزٌ وقمحٌ عُدَّ بالأطنان
والطّقْس هل هو بارد في أرضهم ... أم أنه بحرارة السرطان
أذكر مصانعهم وكم إنتاجها ... أيُصَدّرون لسائر البلدان؟
واذكر مناجم فَحْمهم وحديدهم ... إياكَ من غلطٍ ومن نِسيان
كربونهم فوسفورهم بُوتاسهم ... لابُد تُتْقِنُ يا أخا العِرفان
لا تَنْسَ عاصمة البلاد وطولها ... والعرض واذكر حِرْفة السكان
إن لم تكن في كل ذلك ماهراً ... فلقد خسرتَ وأيُّما خسران
فَلكَ السقوط مَذَمَّةً تشقى بها ... عَيْبٌ تُعابُ به لَدى الأقران
والأرض أصبح عندهم دورانها ... لا شكّ فيه وليس ذا نكران
والله يذكر في الكتاب قرارها ... والمستقرّ فليس ذا دَوَران
والراسيات مثبّتاتٌ أرضنا ... بُعْداً لعقلٍ تائهٍ حيران
والإمتحان إذا يجيء فإنما ... هذي العلوم عديلة القرآن
وعديلة لكلام أشرف مُرسَلٍ ... فتَأمَّلَنَّ تلاعب الشيطان
والهندسات مثلثٌ ومربّعٌ ... ودوائرٌ ومُسدّس الأركان

الصفحة 157