كتاب بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل

وكان يقول: كيف يدّعي رجل أنه أكثر علماً وهو أقَلّ خوفاً وزهداً.
تأمل رحيل الخوف ممن يدّعون العلم إلا ماشاء الله، أما الزهد فلا تسأل عنه في زماننا.
فقد أصبح رواية بل صار عند كثيرين منقصة ومهزلة.
وكان يتمثل بهذه الأبيات:
وهل أفسد الدين إلا الملوك
لقد رَتع القوم في جيفة ... وأحبار سوء ورهبانها
يبين لِذى اللبّ أنتانها

وكان يقول: عجبت لطالب العلم كيف تدعوه نفسه إلى حب الدنيا مع إيمانه بما حمله من العلم.
وكان يقول: أطلبو العلم للعمل فإن أكثر الناس قد خلّطوا حتى صار علمهم كالجبال وأعمالهم كالذّر.
قال بشر بن الحارث: طلب العلم يدل على الهرب من الدنيا لا على حبها.
تأمل علم الوقت كيف يدل على التنافس على الدنيا وتحصيلها لا على الهرب منها.

الصفحة 16