كتاب بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل

ورجاهُمو أن ينجحوا بِكَلِيْهِما ... والعُرْف أصبح مثل ذِي النكران
في القلب علم الدين مثل علومهم ... تلك التي تهدي إلى الخسران
فترى السقوط يُخِيفهم في كلها ... وبكلها يرجون ذا النجحان
خلْطٌ عواقبه تكون خطيرة ... في هذه الدنيا وفي الميزان
طلبوا المديحَ بِعِلمهم وتنافسوا ... مَدْحاً وذَمّاً قام بالبهتان
والمدح والذّمُّ المحكَّم فيهما ... شرْع الإله مليكنا الدّيّان
يوم المعاد مُمَيِّز لِفِعالنا ... وبه ظهور الحق والبطلان
صار التكسّب بالعلوم فضيلة ... صارت وسيلة طالب الأثمان
ياحِرْفةً ياصَنْعةً يامَرْبحاً ... ياللتنافس في الحطام الفاني
مِنْ هاهنا علم الرسول تساقطتْ ... حُرُماته بمزاحم النكران
مِنْ هاهنا هِنَّا على أعدائنا ... ليس المخبّر كالشهود عيان
هُم يفرحون بأن تكون همومُنا ... مصروفةً لمعارف الْيُونان
بل حَصّلوا فوق الذي قدْ أَمَّلوا ... إذْ صار علم القوم كالقرآن
هذي العلوم إذا سألتَ فإنها ... تدعو لِودٍِّ الكافر الشيطاني
تُولِي اهْتماماً زائداً بحياته ... مِن مُدَّعي الإسلام والإيمان
يالِلْعناية بالطغاة وعلْمِهم ... مدح وتعظيم لذي البهتان
ما هكذا جاءت شريعة ربنا ... بل بالبراءة من ذوي الكفران
فُرِضَتْ معاداة لهم في ديننا ... فرضٌ يدوم بسائر الأزمان
وكذا احْتقار لِلْكُوَيْفِرِ إنه ... رجْسٌ خبيث ظاهر العدوان
مَن مَجَّدَ الكفار يزعم أنهم ... بصناعة فازوا وبالعُمران

الصفحة 162