كتاب بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل

به. انتهى.
أنظر وتأمل أن العلم هو السراج للدين فإذا صار سلاحاً لكسب الدنيا وفخاً تُصاد به صار ذلك خيانة لله ولرسوله، وتأمل ضرر الاقتداء بهم واتباعهم في ذلك، ولأن الإستدلال بالفعل أقوى من الإستدلال بالقول فإن الطبيب إذا أمَرَ بالحمْية ثم خلّط لم يُلتفت إلى قوله، هكذا قال العلماء.
وقال: العجب كل العجب من هؤلاء العلماء كيف خضعوا للمخلوقين دون الخالق وهم يدّعون أنهم أعلى درجة من جميع الخلائق. انتهى
قال يحيى بن معاذ الرازي: من لم ينتفع بأفعال شيخه لم ينتفع بأقواله.
وقال محمد بن خفيف: عليك بمن يعظك بلسان فعله ولا يعظك بلسان قوله.
ولذلك يقال: إذا زل العالِم زَلّ بزلته عالَم.
قال ابن رجب: واعلم أنه إنما أهلك أهل العلم وأوْجب إساءة ظن الجهال بهم وتقديم جهال المتعبدين عليهم مادخل عليهم من الطمع في الدنيا، وقد رأى علي رضي الله عنه رجلاً يقصّ، فقال له: لأسألنك مسألة فإن خرجت منها وإلا علوّتك بالدرّة، فقال له: سَلْ يا أمير

الصفحة 18