كتاب بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل

س وحَاذْيت في اللقاء ابنَ شًبّه
وابن سعدٍ والقعنبي وهُدْبَه
نَ وعن مالك ومْسند شعبه
ت قديماً تبثّ في الناس كُتْبه
م وإيثار من يزيدكَ حَبَّه
ملَك الحرص والضراعة قلبه
وأمانيه بَعْدَ تسعين رَطْبه

كتب أحمد بن حنبل إلى سعيد بن يعقوب، أما بعد:
فإن الدنيا داء والسلطان داء والعالِم طبيب، فإذا رأيت الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاحذره، والسلام عليك. انتهى
قال معاذ رضي الله عنه: إحذروا زلة العالِم لأن قدْره عند الناس عظيم فيتبعوه على زلته.
قال وهب بن منبه: كان العلماء قبلنا استغنْوا بعلمهم عن دنيا غيرهم فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم فكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم فأصبح أهل العلم منا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، فأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لِمَا رأوْا من سوء موْضعه عندهم فإياك وأبواب السلاطين فإن عند أبوابهم فتناً كمبارك الإبل لا تصيب من دنياهم شيئاً إلا أصابوا من دينك مثله. انتهى

الصفحة 23