كتاب بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل

قال أبو سليمان الداراني: ما أفلح من شُمَّتْ منه رائحة الرياسة.
قال سفيان الثوري: ما رأيت الزهد في شيء أقلّ منه في الرياسة ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب.
فإذا نُوزِعَ في الرياسة حامى عليها وعادى. انتهى
وذكر العلماء أن طالب الرياسة تُرضيه الكلمة التي فيها مدحه وإن كانت بالباطل، وكذلك طالب المال، وتغضبه الكلمة التي فيها انتقاده ولوْ كانت بالحق.
وسُئل سفيان الثوري: ما الزهد في الدنيا؟ قال: سقوط المنزلة. انتهى
يريد رحمه الله أن الإنسان بعلمه وعمله لا تتشوّف نفسه بلوغ مقام يمدحه الناس وُيثنون عليه من أجله بل هِمّته متعلّقة برضى ربه وإرادة وجهه ولوْ سقطت منزلته عند الناس.
قال بشر بن الحارث: (حب لقاء الناس حب الدنيا وترك لقاء الناس ترك الدنيا).
وقال: لا أعلم رجلاً أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح.
وقال: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس. (¬1)
¬_________
(¬1) الحلية، ج8/ 343.

الصفحة 64