كتاب في مهب المعركة

الإنجليزي: إذ لا نجده قد أعطى الفكرة الصوفية الإسلامية حقها مع أن كتابه القيم كان يهدف إلى ضم كل رحاب الموضوع بين دفتيه.
إنه لا شك يذكر الغزالي وجلال الدين الرومي، مرة أو مرتين. ولكن هذه القلة نفسها تدل على نقص في الكتاب إذا ما قدرنا الأشياء بالنسبة إلى خصوبة الموضوع أي بالنسبة إلى مجال ثقافة دينية- كالثقافة الاسلامية- يتضمن بجانب تصوف تاريخي يُرى بأسيماء لامعة، تصوفاً حياً أو معاصراً، تبدو آثاره حتى وراء ملامح مؤدب الكتاتيب البسيطة بالأرياف الجزائرية، في صور جميلة تدل على أن الحياة الإسلامية ما زالت، رغم الفقر الروحي المنتشر في العالم، ما زالت توقظ رسالات صوفية تستحق الاعجاب، وتمدها من الاشعاع الروحي بما يناسب حاجاتها والتزاماتها ...
وإننا لواثقون- لو أن هذا الموضوع أغرى بض المثقفين السائحين في ... سبيل الله- أنه يستطيع في هذا السبيل جمع ما يكفيه من الآثار لتأليف كتاب جميل ... وربما خامرت هذه الفكرة عقل كاتب مراكشي من فاس حيث أنه أعطانا صوراً رائعة انتقاها من حياة الشارع والسوق والمسجد، وصبها بأسلوب قصصي لطيف في كتاب استحق عنوانه ((عقد العنبر)).
إننا لا نستغرب إذا لم نجد هذا الجانب من التصوف الإِسلامي الذي يمكن أن نسميه الجانب الشعبي، في كتاب مثل كتاب هكسلي الذي يمتاز بالطابع العلمي.
ولكن كنا نود لو وجدنا فيه بعض ما يستحق الذكر من التصوف الإِسلامي التاريخي .. ، أي الفكرة الصوفية الإسلامية التي سجلها التاريخ في الحركة الصوفية العالمية.
ولكن إذا كان هذا النقص في الكتاب، مما يؤسف له.
فيجب مع ذلك أن لا ننسى أنه أيضاً ومن ناحية أخرى يعبر عن عجز الطبقة المثقفة المسلمة، التي لم تقم، باستثناء محمد إقبال، بتبليغ القيم الإسلامية إلى

الصفحة 169