كتاب سوس العالمة

يقول فيها:
يا خير من ساق الغرام لربعه ... صبّا فنال السؤل من عفطاته
ماذا ترى فيما نكبت؟ فإنني ... من لَم يناد سواك في أزماته
تَهفو لربك ما نأيت صبابة ... روحي وتَحيا من شذى نَسماته
ويقول فيها:
أشكو إليك وكم كشفت ملمة ... ما حار فيه القلب من ظلماته
شكوى حزين حلف جرم لا يرى ... إلا بك الإنقاذ من كرباته
فلأنت أحنى من أناخ ببابه ... مثلي ثقيل الظهر من هفواته (1)
وقال يُخاطب مولانا الحسن، وقد كان لازمه ما شاء الله إماما لصلواته، فيقترح عليه أن يودعه؛ لاشتياقه إلى أهله، والسلطان ضنين به، نأتي بِها كلها:
لولا حقوق لا تعد عظيمة ... للأهل دمت لذا المقام مقيمه
لو مت من ظمإ بقيظ مُحرق ... والقفر يرسل في السماء سمومه
وأنا بوسط مَجاهل لا يهتدي ... فيها الظليم إذا أضل حَميمه
وأنا وج نقب الأخامص مبدع ... بي لا يرى سمعي هناك كليمه (2)
وأنا أرجي من هناك رضاك كا ... ن الكل عندي نعمة مغنومه
لا رأي للعبد المطيع إذا رأى ... من كان طول حياته مَخدومه
مر يَمتثل يا خير مولى رأي ... من منه الإنابة دائما معلومه
رأي الملوك منارة الإرشاد أمـ ... ـا غيرهم فمزاعم مركومه
مولاي يا مَن لي رضاه جنة ... ولزومه أزهاري المشمومه
إني عرضت على مسامع سيدي ... من قبل بعد صلاتنا المعلومه
أمرا يقلقل عبده ويقيمه ... ويطيل بالسهر الطويل خديمه
فجرى على سمعي مشرف رأيه ... ولعله ما كان منه عزيمه
فاليوم عدت لعل ما أرتاده ... من روض جودكمُ أحس شميمه
فالأهل والوا رسلهم بتتابع ... حتى رسائلهم علي كديمه
__________
(1)
توجد كها في ترجمة الأستاذ في (القسم الثالث) من (المعسول).
(2) وجيت رجله كتعب: إذا تأثر بكثرة المشي، وأبدع بفلان بالبناء للمجهول ماتت ناقته، والنقب في الرجل: تأثرها بالحفاء: ونقبت كتعبت.

الصفحة 106