كتاب سوس العالمة

وقال مرحبا بوفد أدبي -كما هو دأبه دائما كلما نزل به وفد-:
لله يوم خَميس جاد لي بلقا ... من كنت من بينهم قبل اللقا لقى
حيوا فأحيوا نفوسا طالَما قبرت ... واستأصل البعد من أرواحها الرمقا
وفى لي الدهر مذ وافوا وجدد لي ... من وشي برد التهاني كل ما خلقا
ما كنت أقضيهم الحق الذي لَهم ... وإن فرشت لَهم من جفني الْحَدقا
وقال مودعا، كما هي عادته دائما في كل مقام توديع:
يا راحلا والقلب بين عيابه ... والروح مني تبلغ الحلقوما
ما في عظامي طاقة أمشي بِها ... فأسير في تشييعكم وأقوما
هيهات سير بقوتي عند الودا ... ع فصرت ملقى في الفراش سقيما
وقال من قصيدة أجاب بِها قريضا:
فما روضة جاد العهاد وهادها ... وغنت بِها الأطيار في ملد أشجار
وأبدت ونور الشمس قابل نورها ... جدا ولَها كالأيم في حين أدبار
وتصبح في برد قشيب منمق ... وشته يد الوسمي وشيا بأزهار
بأحسن من شعر يعز على أن ... أرى رقمه في غير صفحة أفكاري
وكتب في أثناء رسالة يُهنئ بِها رئيسا بفتح وقع له:
«فالحمد لله الذي جعل الملك مظفرا، وألقى أعداءه منبوذين بالعراء، فأهنئ سيدنا الخليفة، صاحب الأخلاق المنيفة، بِهذا الفتح الذي تيسر لسيدنا، فهو والله فتح انفتحت به مغاليق المنى.
فتح تفتح أبواب السماء به ... وتبرز الأرض في أثوابها القشب"
وكتب إلى أستاذ كبير يسائله عن مشاكل فقهية:
بِحقك يا ريح الصبا طيبي الجوا ... ليسلكه مني السلام لِمن أهوى
من على الذي يتململ شوقا، إلى من اتَّخذه وده رقّا، شيخ الشيوخ في هذا العصر، والْحَامل منه بفك المعضلات الأصر ....
عليك سلام من مشوق يدعه ... إليك اشتياق كلما طلع الفجر

الصفحة 111