كتاب سوس العالمة

ويقول في آخرها:
سأنصف حر الشعر مني بِمجلس ... حبيب بن أوس فيه والِي الْمَظالِم
ثناء كما هبت من المسك نفحة ... يغادي بِها الأرواح روح النواسم
وإن مكان الشعر من كل ماجد ... مكان الفصوص من حلي الخواتِم
ويقول أحمد التَّاغاتيني الرسْمُوكي في علي بودميعة التَّازروالتي من قصيدة:
ملك إذا اصطاد الملوك يعافرا ... يصطاد أبطال الملوك الصيد
تتقصف الأعداء قبل لقائه ... فرقا وإن هو لَم يفه بوعيد (1)
أموالَهم لِجنوده ورقابَهم ... لسيوفه وجيافهم للبيد
حتى إذا ملك البلاد جميعها ... كفل البنين بعطفه والجود
ذو مرة في حربه وقساوة ... قصامة للصخر والْجلمود
لكنه في السلم لين كيفما ... لا ينته كالخيزر الأملود (2)
ويقول سعيد العباسي من النبوية التي عارض بِها النبوية الفشتالية (3) المشهورة، بعد ما ذكر الشمائل النبوية فتلخص إلى مدح الأمير بودميعة:
فيا سعد من كانوا جوار نبيهم ... إذا عنت الهيجاء طاروا كعقبان
يعلمهم من علمه فيسيمهم ... بأخصب معلوم وأمرع عرفان
يُحدثهم فاهم لفيه بِما يرى ... منَ اسرار هذي الكائنات بإعلان
فيا ليتنا كنا جلوسا إزاءه ... وإلا وقوفا في مواقف عُبْدان
فنحظى بِما يَحظى به كل جالس ... إلى خير مَخلوق وسيد أكوان
ولكن إذا ما فاتنا ذاك وانطوت ... على الأمل المرجو أذيال حرمان
فهذا الإمام المجتبى نجله ففي ... مَجالسه خير الأزاهير للجاني
يفيض علينا علمه بِحقائق ... يعز سناها عن سوى يد رباني
نثافنه في كل وقت كأننا ... نثافن أسكوبا يصوب بتهتان (4)
__________
(1) يقال تقصف القوم: ضجوا في خصومة ووعيد.
(2) الخيزر الأملود: الغصن الرطب وفيه تلميح لقول الشاعر:
أنا كالخيزر صعب كسره ... وهو ليِّن كيفما شئت انفتل
هم سلبوني الصر والصبر من شأني ... وهم منعوا من لذة الغمض أجفاني
(3) الأسكوب بضم أوله: دفعة من المطر، وصاب المطر يصوب إذا نزل بكثرة وهو معنى التهتان.

الصفحة 71