كتاب المحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد النقدي
وقال الذهبي: «وكان يحيى من أئمة السنة، فخاف من سطوة الدولة، وأجاب تقية» (¬1).
موقف الإمام منه:
قال أبو زرعة الرازي: «كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصار التمار، ولا ابن معين، ولا عمن امتحن فأجاب» (¬2).
ونقل ابن أبي يعلى بسنده إلى أبي بكر المروذي أنه قال: «جاء يحيى بن معين فدخل على أحمد بن حنبل وهو مريض، فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام، وكان أحمد قد حلف بالعهد أن لا يكلم أحدًا ممن أجاب حتى يلقى الله عز وجل، فما زال يعتذر ويقول: حديث عمار، وقال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]، وقلب أحمد وجهه إلى الجانب الآخر، فقال يحيى: لا يقبل عذرًا، فخرجت بعده وهو
¬_________
(¬1) سير أعلام النبلاء (11/ 87).
(¬2) تاريخ بغداد (6/ 271)، وينظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص (473)، وتهذيب الكمال (3/ 20 - 21)، والسير (11/ 70)، والميزان (2/ 658)، وتهذيب التهذيب (1/ 273)، وبحر الدم ص (381) رقم (921).
الصفحة 105
120