كتاب المحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد النقدي

وأظهر السنة، ومحا البدعة، وأخمد الفتنة، ففرح المسلمون بالفرج، وقد أكرم الإمام أحمد وعظمه، حتى كان لا يولي أحدًا ولاية إلا بمشورته، وطلب منه الإقامة عنده فأبى (¬1).
فهذا مجمل خبر المحنة، وبيان فصولها العريضة، ولقد خرج منها الإمام أحمد بعد صبره منتصرًا، وبعد مكابدته مظفرًا، فجعل الله له قبولاً في الأرض، حتى أصبح إمامًا لأهل الجماعة والسنة، ومحنة لأهل الأهواء والبدعة.
ولقد صدق بشر بن الحارث أحد أصحاب الإمام إذ يقول: «إن أحمد أدخل الكير فخرج ذهبًا أحمر» (¬2).
وقال علي بن المديني: «أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة» (¬3).
وقال الميموني: «قال لي علي بن المديني بعدما امتحن أحمد: يا ميموني، ما قام أحد في الإسلام ما قام أحمد بن
¬_________
(¬1) ينظر: ذكر محنة الإمام أحمد ص (84 - 92)، ومناقب الإمام أحمد ص (438 - 462)، ومحنة الإمام أحمد لعبد الغني المقدسي ص (176 - 193)، وسير أعلام النبلاء (11/ 265 - 280)، والبداية والنهاية (14/ 412 - 420)، والجوهر المحصل ص (101 - 111)، والمنهج الأحمد (1/ 111 - 112).
(¬2) طبقات الحنابلة (1/ 28)، وينظر: السير (11/ 191)، والبداية والنهاية (14/ 407).
(¬3) طبقات الحنابلة (1/ 28)، وينظر: السير (11/ 196).

الصفحة 19