كتاب المحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد النقدي

خلفًا (¬1)، ولكن كما قالت العرب: «ويل للشجيَّ من الخليَّ».
18 - أن من عرف وتأمل مسألة اللفظ وأثرها على الأئمة وعلم الجرح والتعديل (كما في قصة الإمامين الذهلي والبخاري، أو الإمامين ابن منده وأبي نعيم - رحمه الله الجميع رحمةً واسعة) تبين له شيء من التفسير والفهم لموقف الإمام أحمد في أصل المحنة وأساسها.
19 - أن من أئمة الجرح والتعديل من توقف في بعض الرواة، أو جرحهم بأدنى مغمز وأهون سبب، بل ربما كان الحامل على ذلك مواقف شخصية، أو منافرة أقران؛ فكيف بمثل هذه الفتنة العمياء؟!
20 - حَسْبُ الإمام أنه مجتهدٌ، وهو من أئمة الاجتهاد المطلق، فليس بخارج عن الأجرين والأجر، قدس الله روحه، وأعلى منزلته، وجزاه عنا خير الجزاء وأوفاه.
¬_________
(¬1) ممن تكلم في هذا فما أنصف تصورًا وتصويرًا، وتفسيرًا وحكمًا، وزعم أن المسألة ليست من أصول الدين، وإنما هي من فضول العلم المقبلي في العلم الشامخ ص (370)، والشوكاني في الإرشاد (1/ 95 - 96)، وعبد الفتاح أبو غدة في رسالته «مسألة خلق القرآن وأثرها في صفوف الرواة والمحدثين وكتب الجرح والتعديل»، وقد ردَّ عليه وفنَّد ما في رسالته الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري في رسالته «تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن».

الصفحة 35