كتاب المحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد النقدي

كلامه فيمن قال: القرآن مخلوق اعتقادًا:
كلامه رحمه الله في هذا الأمر كالشمس وضوحًا وكالقمر نورًا؛ سبيل غيره من الأئمة، نصحاء الملة، وأمناء الأمة في أن من اعتقد ذلك فهو كافر.
وقد نقل ذلك عنه ما يزيد على خمسة وعشرين من أصحابه.
بل إن الإمام رحمه الله في عدد من النصوص عنه رتَّب جملة من الأحكام على هذا الوصف.
فقال: «لا يصلي خلف من قال: القرآن مخلوق، فإن صلى رجلٌ أعاد» (¬1).
وقال: «إذا كان القاضي جهميًا فلا تشهد عنده» (¬2).
ونهى عن كلامهم، ومجالستهم، وعيادة مرضاهم، وشهود جنائزهم، وأمر بالتفرقة بينهم وبين زوجاتهم (¬3).
¬_________
(¬1) سيرة الإمام أحمد لابنه صالح ص (67).
(¬2) السنة لابنه عبد الله (1/ 103).
(¬3) ينظر في ذلك: خلق أفعال العباد للبخاري (2/ 115 - 116)، وسيرة الإمام لابنه صالح ص (67)، وذكر المحنة لحنبل بن إسحاق ص (69 - 70)، والسنة لابنه عبد الله (1/ 102 - 105)، والسنة لأبي بكر الخلال (6/ 9 - 12، 29 - 36) (7/ 61 - 62)، والشريعة للآجري (! /505 - 506)، والإبانة لابن بطة (5/ 157)، وشرح السنة للالكائي (2/ 263)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص (201 - 203)، وهداية الإنسان إلى الاستغناء بالقرآن لابن عبد الهادي بن المبرد ص (77 - 86، 185، 229، 234 - 235)، والمسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة (1/ 223 - 224).

الصفحة 36