كتاب المحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد النقدي

لم يكن له علم يسأل يتعلم» (¬1).
وفي رواية ثالثة قال: «من وقف فهو كافر»، وقال: «من شك فهو كافر» (¬2).
وفي رابعة ذكر أنهم أشد من الجهمية مبينًا العلة في ذلك فقال: «هم أشد على الناس تزيينًا من الجهمية؛ هم يشككون الناس، وذلك أن الجهمية قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: إنا لا نتكلم، استمالوا العامة، إنما هذا يصير إلى قول الجهمية» (¬3).
وقال في رواية الحسن بن ثواب: «هم شرٌّ من الجهمية، استتروا بالوقف» (¬4).
وطائفة أخرى من الواقفة وقفوا عند قول: القرآن كلام الله فقط، معتقدين أن هذا أسلم لهم، وأبعد عن الخوض في أصل المسألة، وقد سئل الإمام عنهم فقيل: «هل لهم رخصة أن يقول الرجل: كلام الله. ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟!» (¬5).
¬_________
(¬1) السنة لابنه عبد الله (1/ 179)، وينظر: السنة للخلال (5/ 130).
(¬2) السنة للخلال (5/ 132).
(¬3) السنة للخلال (5/ 135).
(¬4) السنة للخلال (5/ 129).
(¬5) السنة للخلال (5/ 132 - 133).

الصفحة 38