كتاب المحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد النقدي

موقف الإمام منه:
قال أبو بكر المروذي، عن أحمد بن حنبل قال: «إنما رفع الله عفان وأبا نعيم بالصدق حتى نوّه بذكرهما» (¬1).
وقال الإمام أيضًا: «لزمنا عفان عشر سنين، وعفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي» (¬2).
وقال حنبل بن إسحاق: «سألت أبا عبد الله عن عفان؟ فقال: عفان؟ وحبان (¬3)، وبهز (¬4) هؤلاء المتثبتون، قال: قال عفان: كنت أوقف شعبة على الأخبار. قلت له: فإذا اختلفوا في الحديث يرجع إلى من منهم؟ قال: إلى قول عفان، هو في نفسي أكبر، وبهز أيضًا، إلا أن عفان أضبط للأسامي، ثم حبان» (¬5).
وقال حنبل أيضًا: «سمعت أبا عبد الله يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقي من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحدٍ، عفان، وأبو نعيم» (¬6).
¬_________
(¬1) تهذيب الكمال (23/ 207)، وينظر: السير (10/ 150)، وتهذيب التهذيب (7/ 232 - 233)، وبحر الدم ص (298 - 299) رقم (696).
(¬2) الجرح والتعديل (7/ 30)، وينظر: تهذيب الكمال (20/ 172)، وسير أعلام النبلاء (10/ 250)، وبحر الدم ص (298 - 299) رقم (696).
(¬3) هو: ابن هلال الباهلي أبو حبيب البصري.
(¬4) هو: ابن أسد العمي أبو الأسود البصري.
(¬5) تاريخ بغداد (12/ 273)، وينظر: تهذيب الكمال (20/ 167)، وتهذيب التهذيب (7/ 232 - 233).
(¬6) ذكر محنة الإمام أحمد لحنبل بن إسحاق ص (68).

الصفحة 57