كتاب المحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد النقدي

يقول: إنما خلق الله الخلق بـ: «كن»، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقًا خلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدقنه - يعني: الواثق - ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم» (¬1).
وقال أبو سعيد بن يونس: «كان من أصحاب الشافعي، وكان متقشفًا، حمل من مصر أيام المحنة والفتنة بالقرآن إلى العراق، فأرادوه على الفتنة فامتنع، فسجن ببغداد وقيد، وأقام مسجونًا إلى أن توفي في السجن والقيد ببغداد سنة اثنتين وثلاثين» (¬2).
وقال أبو إسحاق الشيرازي: «قال الساجي في كتابه: كان أبو يعقوب البويطي إذا سمع المؤذن وهو في السجن يوم الجمعة اغتسل ولبس ثيابه ومشى حتى يبلغ باب السجن، فيقول له السجان: أين تريد؟ فيقول: أجيب داعي الله، فيقول: ارجع عافاك الله، فيقول أبو يعقوب: اللهم إنك تعلم أني قد أجبت داعيك فمنعوني» (¬3).
موقف الإمام منه:
لم أقف على كلام للإمام فيه، رحمهما الله تعالى.
¬_________
(¬1) طبقات الشافعية للسبكي (2/ 164)، وينظر: تاريخ بغداد (14/ 302)، ووفيات الأعيان (7/ 62)، وسير أعلام النبلاء (12/ 59)، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 231 - 240 هـ).
(¬2) تاريخ بغداد (14/ 302)، وينظر: تهذيب الكمال (32/ 475).
(¬3) طبقات الفقهاء ص (98). وينظر: المحن لأبي العرب ص (448)، ووفيات الأعيان (7/ 62)، وطبقات الشافعية للسبكي (2/ 164).

الصفحة 69