كتاب التعليق على القواعد المثلى

وأوصاف لدلالتها على المعاني؛ فليست أعلامًا محضة - كما تقوله المعتزلة -، وليست مجرد صفات؛ بل هي صفات وأعلام.
والاسم المشتق في اللغة العربية يدل على صفة وموصوف؛ فإذا قلت: (الكاتب) دلَّ على صفة الكتابة وعلى من اتصف بها، فتدل على المعنى وتدل على من قام به ذلك المعنى؛ لكن قد يكون هذا اللفظ عَلَمًا عليه، وقد تكون مجرد إخبارٍ باتصافه بتلك الصفة.
لكن أسماء الله:
1 - أعلام - يعني أسماء له دالة عليه -،
2 - وهي صفات.
يقول الشيخ: إنها باعتبار دلالتها على الذات مترادفة , والمترادف هو: ما تعدد لفظه واتحد معناه , كما يذكرون في اللغة أن الأسد له عدد من الأسماء وكلها تدل على هذا الجنس , ولكن في الحقيقة أن الترادف المحض - الترادف الحقيقي - لا يكاد يوجد في اللغة؛ بل الموجود في اللغة هو هذا النوع: أسماء متحدة من وجه مختلفة من وجه؛ فأسماء السيف والأسد وأسماء الخمر عند أهل الجاهلية تدل على صفات ومعان يقصدونها , فأسماء السيف - مثلًا - متحدة من وجه، فيقال للسيف: الصارم، والمهند، والحسام، والفيصل، والبتار وغير ذلك , وكلها باعتبار أشياء تنسب إليها , فمهند نسبة للهند , وحسام باعتبار الحسم؛ وهكذا أسماء الله - تعالى - باعتبار دلالتها على الذات هو مسمى واحد، فتقول: العزيز هو: الرحيم، وهو الحكيم، وهو السميع، وهو البصير. وتقول: إن السميع غير البصير، والحي غير القيوم، واللطيف غير الخبير، والعزيز غير الحكيم باعتبار المعاني , فهي متحدة في الذات مختلفة في الصفات.
فلا يقال إن أسماء الله متباينة، ولا يقال إنها مترادفة؛ بل لا بد من

الصفحة 28