كتاب التعليق على القواعد المثلى

عزة الله، يا قدرة الله (¬1)؛ لأن هذا يقتضي أن رحمة الله شيء قائم بنفسه يسمع ويخاطَب ويدعا ويرجى؛ بل يقال: يا الله أسألك برحمتك , فيجعل الرحمة وسيلة , ويتوسل إلى الله بصفته - والله أعلم -.
¬__________
(¬1) ذهب شيخ الإسلام - رحمه الله - كما في تلخيص الاستغاثة (ص 80) إلى كفر من دعا صفات الله وكلماته، وذكر أنَّ هذا باتفاق المسلمين.
وقد سئل الشارح - حفظه الله - السؤال الآتي: ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث". فهل يجوز الاستغاثة بصفات الله، ودعاؤه بصفاته كما ورد في هذا الحديث؟
فأجاب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: " برحمتك أستغيث " هذا من قبيل التوسل لا من قبيل دعاء الصفة، مثل: أسألك يا الله برحمتك، وفي دعاء الاستخارة: " أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك " صحيح البخاري (1166)، ومثله الاستعاذة بالصفة، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: " أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك " صحيح مسلم (486)، وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: " أعوذ بكلمات الله التامات " صحيح مسلم (2708).
كل هذا من نوع التوسل إلى الله بصفاته، وهو من التوسل المشروع، وأما دعاء الصفة فلم يرد في الأدعية المأثورة، ولا يمكن أن يكون مشروعًا؛ لأن دعاء الصفة كقولك: يا رحمة الله، يا عزة الله، يا قوة الله. تقتضي أن الصفة شيء مستقل منفصل عن الله يسمع ويجيب، فمن اعتقد ذلك فهو كافر، بل صفات الله قائمة به، وليس شيء منها إله يدعى، بل الله بصفاته إله واحد، وهو المدعو والمرجو والمعبود وحده لا إله إلا هو؛ والله أعلم.
المصدر: http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=30938&catid=&Itemid=35
وانظر: فتاوى اللجنة الدائمة (...)، ومجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (2/ 164 - 165).

الصفحة 31