كتاب التعليق على القواعد المثلى

توقيفية فلا يسمى ولا يوصف إلا بما سمى به نفسه وسماه به رسوله , وبما وصف به نفسه ووصفه به رسوله؛ فالباب واحد في الأسماء والصفات (¬1).
فمن وصف الله بما لم يصف به نفسه كان ذلك من القول على الله بلا علم , فلا يوصف تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث.
ويعبر عن الأسماء بالصفات - أيضًا - لأن كل اسم متضمن لصفة - كما تقدم (¬2) - , فتقول مثلًا: إن الله وصف نفسه بأنه غفور، وأنه كريم، وأنه غني، وأنه فتّاح؛ ويجوز أن تقول: إنه سمى نفسه غفورًا كريمًا غنيًا فتاحًا , لاشتمال اللفظ على الاسم والصفة.
والله - تعالى - أخبر بأن له الأسماء الحسنى، وذكر في القرآن كثيرًا من أسمائه، وجاءت السنة بأن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة، ولم تُحَدَّد هذه الأسماء في روايات صحيحة (¬3)، ولهذا كثرت مناهج العلماء في تعداد الأسماء وتقصيها.
والذي يقتضيه منهج أهل العلم: أن كل اسم أضيف إلى الله فإنه من أسمائه - والاسم: ما يدل على الذات، ولكنه في حق الله يدل على الذات والصفات -؛ فالسميع اسم والسمع صفة، ويصح أن تقول: السميع صفة، كأن تقول: إن الله وصف نفسه بأنه سميع باعتبار ما يتضمنه من الوصف، وهكذا قل في بقية الأسماء الحسنى (¬4).
¬__________
(¬1) ذكر المصنف - رحمه الله - في قواعد الصفات: القاعدة السابعة: صفات الله - تعالى - توقيفية لا مجال للعقل فيها.
(¬2) في صفحة (...).
(¬3) سيأتي في صفحة (...) تخريج الحديث، وكلام أهل العلم عن الروايات التي فيها زيادة سرد الأسماء.
(¬4) وانظر مناهج العلماء في تعيين الأسماء الحسنى في: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (73 وما بعدها)، وأسماء الله الحسنى للغصن (135).

الصفحة 39