كتاب شفاء الغليل في حل مقفل خليل (اسم الجزء: 1)

نحو: تأويلان وتأويلات، وهذا النوع من الاختلاف إنما هو في جهات محمل لفظ الكتاب، وليس في آراء في الحمل على حكم من الأحكام فتعد أقوالاً.
وَبِـ (الاخْتِيَارِ) لِلَّخْمِيِّ (¬1)، لَكِنْ إِنْ كَانَ بِصِيغَةِ الْفِعْلِ فَذَلِكَ لاخْتِيَارِهِ هُوَ فِي نَفْسِهِ، وبِالاسْمِ فَذَلِكَ لاخْتِيَارِهِ مِنَ الْخِلافِ، وبِـ (التَّرْجِيحِ) لابْنِ يُونُسَ (¬2) كَذَلِكَ. وبِـ (الظُّهُورِ) لابْنِ رُشْدٍ (¬3) كَذَلِكَ وبِـ (الْقَوْلِ) لِلْمَازِرِيِّ (¬4) كَذَلِكَ ..
قوله: (وَبِالاخْتِيَارِ لِلَّخْمِيِّ .. إلى آخره) إنما جعل الفعل لاختيار الأشياخ في أنفسهم، والاسم والوصف لاختيارهم من الخلاف المنصوص لمن قبلهم؛ لأن الفعل يدل على الحدوث، والوصف يدل على الثبوت، وخصّهم بالتعيين لكثرة تصرفهم [2 / ب] في الاختيار.
وبدأ باللخمي؛ لأنه أجرأهم على ذلك؛ ولذا خصه بمادة الاختيار (¬5).
¬_________
(¬1) هو: أبو الحسن، علي بن محمد الربعي، القيرواني، المعروف باللخمي، نزل سفاقس، كان فقيهاً فاضلاً ديناً متفنناً، له تعليق كبير على المدونة سماه " التبصرة " أورد فيه آراء خرج بها عن المذهب، توفي سنة 478 هـ. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك، للقاضي عياض: 4/ 797، والديباج المذهب، لابن فرحون، ص: 203، وشجرة النور، لمخلوف، ص: 117.
(¬2) هو: أبو بكر، محمد بن عبد الله بن يونس التميمي، الصقلي، الإمام الحافظ، الفقيه الفرضي، الملازم للجهاد، الموصوف بالنجدة، توفي سنة 451 هـ. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك، لعياض: 8/ 114، والديباج المذهب، لابن فرحون، ص: 274، وشجرة النور الزكية، لمخلوف: 1/ 111.
(¬3) هو: أبو الوليد، محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد، القرطبي، القاضي، شيخ المالكية، من تصانيفه " المقدمات الممهدات "، و " البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل "، و " اختصار المبسوطة "، و " اختصار مشكل الآثار " للطحاوي، وغيرها، توفي سنة 520 هـ. انظر ترجمته في: الديباج المذهب، لابن فرحون، ص: 248، وشجرة النور الزكية، لمخلوف: 1/ 129، والصلة، لابن بشكوال: 2/ 576، والوفيات، لابن قنفذ، ص: 270.
(¬4) هو: أبو عبد الله، محمد بن علي بن عمر بن محمد، التميمي، المازَري، القيرواني، الفقيه المالكي، المعروف بالذكي، أحد الأئمة الأعلام، كان فاضلاً متقناً، وكان أفقه المالكية في عصره، حتى عدّ في المذهب إماماً، وصار الإمام لقباً له، فلا يعرف بغير الإمام المازري، توفي سنة 536 هـ، من مصنفاته: " المعلم بفوائد مسلم "، و " إيضاح المحصول في برهان الأصول "، و " نظم الفرائد في علم العقائد "، و " تعليق على المدونة "، و " شرح التلقين ". انظر ترجمته في: وفيات الأعيان، لابن خلكان: 4/ 285، والديباج المذهب، لابن فرحون: 1/ 147، وسير أعلام النبلاء، للذهبي: 20/ 105، شجرة النور الزكية، لمخلوف: 1/ 127.
(¬5) والمراد أن: (اختار) في كلام خليل يعني به اللخمي كقوله في باب إزالة النجاسة: " واختار إلحاق رجل الفقير "، وقوله: في باب الصلاة: " واختار في الأخير خلاف الأكثر ".

الصفحة 117