كتاب شفاء الغليل في حل مقفل خليل (اسم الجزء: 1)

وقال الإمام أبو القاسم بن الشاط السبتي فِي كتاب " أنوار الشروق عَلَى أنوار البروق ": قول الشهاب فِي هذا صحيح ظاهر، وقال فِي [53 / أ] " الذخيرة ": المراد بالنية فِي العبادات القصد وليس مراداً هنا، بل المراد [الكلام النفساني وهو غير العزوم والإرادات والعلوم والاعتقادات بل معناه يقول فِي نفسه: أنت طالق كما يقول بلسانه (¬1).
وقال فِي فصل الإكراه منها: النية فِي المذهب لها معنيان:
أحدهما] (¬2) الكلام النفساني وهو المراد بقولهم فِي الطلاق بالنية قَوْلانِ، وبقولهم: إن الصريح لابد فِيهِ من النية عَلَى الأصحّ مع أن الصريح (¬3) مستغنٍ عن النية التي هي القصد بالإجماع.
وثانيهما: القصد الذي هو الإرادة وهو قسمان:
أحدهما: القصد لإنشاء الصيغة، والنطق بها، وما أعلم فِي اشتراطه خلافاً، ولذلك من أراد أن ينطق بكلام فنطق بالطلاق؛ لأن لسانه التفّ لا يلزمه، وكذلك النائم والساهي.
وثانيهما: القصد لإزالة العصمة باللفظ وليس شرطاً فِي الصريح اتفاقاً، وكذلك ما اشتهر من الكنايات، فإذا تحرر هذا فالمكره (¬4) لَمْ يختل منه القصد للصيغة بل قصدها وقصد اقتطاعها عن (¬5) معناها عَلَى قول اللخمي، وأما عَلَى ظاهر الروايات كما فِي " الجواهر " فلا حاجة لذلك، وتجديد قصد آخر لا يوجب اختلالاً (¬6) فِي القصد الأول، فعدّ صاحب " الجواهر " له فيمن اختل قصده مشكل، وكذلك العجمي لَمْ يختل فِي حقّه القصد للصيغة بل قصدها لكنه لَمْ يقصدها لمعنى الطلاق لجهله بالوضع، لكن الصريح لا يفتقر
¬_________
(¬1) انظر: الذخيرة، للقرافي: 1/ 240
(¬2) ما بين المعكوفتين ساقط من (ن 1).
(¬3) في (ن 3): (التصريح).
(¬4) في (ن 3): (فالمكروه).
(¬5) في (ن 1)، و (ن 2): (على).
(¬6) في (ن 2): (اختلافاً).

الصفحة 514