كتاب تفسير العثيمين: ص

وأصحابه في الغزوات التي انتصر فيها، وقلنا: إن هذا النصر والتأييد أبلغ من النصر الذي يأتي به الله من عنده؛ لأن الله يعذب هؤلاء بأيدي عباده المؤمنين وحزبه.
٢ - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تحذير هؤلاء المكذبين، وأنهم لن يعجزوا الله في شيء كما لم يعجزه من سبقهم ممن كان قبلهم من الأمم التي أُهلكت {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ}.
٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن التكذيب للرسل كان كثيرًا، لأن إهلاك القرون إنما كان بسبب تكذيبهم، فإذا كثرت القرون فلازم ذلك أن يكثر التكذيب، أي: إذا كثرت القرون المهلكة، كان لازم ذلك أن يكثر التكذيب.
٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: بيان قوة الله وعظمته، حيث أهلك أمماً كثيرة وقروناً عظيمة، قال الله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (١٥) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (١٦)} فبين الله عزّ وجلّ أن الذي خلقهم أشدّ منهم قوة، وأنه عذبهم بما هو من ألطف الأشياء، وهي الريح.
٥ - ومن فوائد هذه الآية: أن الأمم الهلَكة إذا نزل بهم العذاب لم يستفيدوا من الاستغاثة بالله ولا بأنفسهم؛ لقوله: {فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (٣)} يعني ليس هناك فرار من هذا العذاب الذي نزل بهم.
* * *

الصفحة 22