كتاب الألفية في الآداب الشرعية

أبي عبد الله محمد بن إسماعيل المقدسي النابلسي، وعثمان ابن خطيب القرافة، ومحمد بن عبد الهادي، وسمع بالقدس من تاج الدين بن عساطر ... وغيرهم من الشيوخ.
وطلب وقرأ بنفسه، وتفقه على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر وغيره، وبرع في العربية واللغة، واشتغل ودرَّس، وأفتى، وصنف.
قال الحافظ علم الدين البرزالي، وتبعه ابن حبيب: (كان شيخًا فاضلا في الفقه والنحو واللغة، كثير المحفوظ، وأفتي وولي تدريس الصاحبة (¬١) مدة، وسمع كثيرًا بنفسه، وقرأ على الشيوخ، وله نظم كثير ... ) (¬٢)
وقال الحافظ شمس الدين الذهبي: (كان حسن الديانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مُطَّرِحًا للتكلف، ولي تدريس الصاحبة مدة، وكان يحضر دار الحديث، ويشتغل بها، وبالجبل -أي: جبل قاسيون-، وله حكکايات ونوادر، وكان من محاسن الشيوخ) (¬3) .
_________
(¬1) هذه المدرسة أنشأتها ربيعة خاتون الصاحبة، أخت صلاح الدين الأيوبي، وقد زوجها أخوها صلاح الدين الأيوبي من الأمير سعد الدين أَنَر، ولما توفي زوَّجها من الأمير مظفر الدين کوکبوري أمير إربل، وهو الذي بني جامع الحنابلة بالصالحية.
تقع هذه المدرسة في سفح جبل قاسيون من الشرق، وهي قريبة من جامع الحنابلة تجاه الشرق منه.
قال العلامة ابن بدران في (منادمة الأطلال) ص 237: (وهي من الآثار التي تدل على ارتقاء الفن المعماري في ذلك الزمن). وقد وقفت على هذه المدرسة أكثر من مرة؛ وكتب لوحة عنوانها بخطه النفيس شيخ خطاطي الشام ممدوح الشريف.
(¬2) (المقتفى) للبرزالي (2/ 5)، و (تذكرة النبيه) لابن حبيب (1/ 222).
(¬3) (ذيل طبقات الحنابلة) لابن رجب (2/ 342).

الصفحة 10