كتاب السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية (اسم الجزء: 2)

بَنَانٍ} (¬1). هذا إذا أرجعنا الضمير في "اضربوا" إلى الملائكة لكن الطبري أرجعه للمؤمنين، وإن الله تعالى يعلمهم كيفية الضرب (¬2).
وأما الأحاديث:
فقد قال ابن عباس: "بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم (¬3). فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم (¬4) أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت ذلك مدد من السماء الثالثة" (¬5).
وقد أسر رجل من الأنصار العباس بن عبد المطلب، فقال العباس: "يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح (¬6) من أحسن الناس وجهاً على فرس أبلق ما أراه في القوم". فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله، فقال: أسكت، فقد أيدك الله تعالى بملك كريم" (¬7).
وفي مغازي الأموي بإسناد حسن: "خفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقة في العريش ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، هذا جبريل متعجر بعمامة آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع أتاك نصر الله وعدته" (¬8).
¬__________
(¬1) سورة الأنفال: آية 12.
(¬2) تفسير الطبري 13/ 430، تحقيق أحمد شاكر.
(¬3) اسم فرس الملك.
(¬4) الخطم: الأثر على الأنف.
(¬5) شرح النووي على مسلم 12/ 85 - 86.
(¬6) الأجلح: الذي انحسر شعره عن جانبي رأسه (النهاية 1/ 284).
(¬7) أحمد: المسند 2/ 194 وقال أحمد شاكر: "إسناده صحيح". وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة (مجمع الزوائد 6/ 75 - 76).
(¬8) ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 284 والألباني في تعليقه على فقه السيرة للغزالي 243. وحكم عليه بالحسن. وقارن برواية البخاري في الصحيح (فتح الباري 7/ 312).

الصفحة 365