كتاب الخلاصة في معرفة الحديث

الباب الرابع
في أَسْمَاءِ الرِّجال وطَبَقَاتِ العُلَمَاءِ ومَا يَتَّصِلُ بِذَلِك
هذا فن مهم عظيم الفائدة يُعرف به المرسل والمتَّصل وفيه فصول:

الفصل الأول
في معرفة الصحابة - رضي الله عنهم -:
وأجود ما صُنِّف فيها الاستيعاب لابن عبد البر (¬1)، لولا أنه ذكر فيما شجر بين الصحابة وما حكي عنهم على طريق الأخباريين، وقد جمع فيها ابن الأثير كتابًا حسنًا جامعًا وضبط وأجاد فيه (¬2).
وفي هذا النوع فروع:
الأول: الصَّحابي عند المحدثين هو كل مسلم رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وعند بعض الأصوليين، من طالت مجالسته على طريق التَّتَبع والأخذ عنه وعند سعيد بن المسيَّب، هو من صَحِب النبي - صلى الله عليه وسلم - سَنَةً أو غزا غزوةً، وهو ضعيف لما يقتضي أن لا يكون جريرٌ وأضرابه صحابيًا.
وتعرف الصُّحبة بالتواتر والاستفاضة أو قول صحابي أو قوله إذا كان
¬_________
(¬1) مطبوع في أربع مجلدات بتحقيق الشيخ علي البجاوي رحمه الله.
(¬2) يقصد كتاب أسد الغابة وهو مطبوع أيضا في دار الشعب.

الصفحة 149