كتاب شرح اللمع

نقول: "ان المجتهد تارة يصيب النص والإجماع وتارة يخطئهما"؛ فقد (1) قلنا بموجب
هذا الخبر وتأولنا عمومه [ه 26 ظ].
والجواب عن هذا من وجهين:
- احدهما أن هذا عام في ما فيه نصق واجماع وفي ما لا نصق فيه ولا إجماع،
فيجب حمله على عمومه (2).
- والجواب الثائي أن استحقاق الأجرين لا يختمق بإصابة النمق والإجماع بل
ما فيه نصق وإجماع (3) وما لا نصق فيه ولا إجماع في الأجر والثواب واحد، فدل على
أن الخبر عام في الجميع.
ويدل على ذلك اجماع الصحابة، فإنه كان يخطىء بعضهم بعضا في الحوادث
التي وقعت في زمانهم؛ فروي عن أبي [بكر] الصديق -رضي الله عنه (4)! - أنه قال
في الكلالة: "أقول فيها برايي، فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني وأستغفر
الله !" (5). وروي (6) [162 و] عن عمر -رضي الله عنه ا - أنه حكم بحكم فقال له
رجل (6 م): "هذا والله الحق! " فقال عمر له (7) "ان عمر لا يعلم أنه أصاب الحق ولكنه
لا يالو جهدا" (7 م)؛ وروي عنه أيضا أنه قال لكاتبه: "اكتب: هذا راي عمر! فإن كان
__________
1196 -
(1) في ا: وقد.
(2) ما بين العلامتين ساقط من ا.
(3) في ا: او اجماع.
(4) الصيغة ساقطة من ب.
(5) انظر التمهيد للكلو أنن (ج 3، ص 385، ب 2) حيث خرج محقق النص، محمد بن ابراهيم
هذا الأثر بالإحالة على عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في السنن، وفي كليهما في كتاب
الفرائض.
(6) [ب 62 1 ول.
(6 م) في ا: الرجل.
(7) له: ساقطة ا من ب.
(7 م) انظر هذا الأثر في التمهيد (ح 3، ص 337) حيث ساقه الكفو أنن بهذه الصيغة: "وقال عمر
وقد فى في مسألة: والله ما يدري عمر أضاب أم أخطأ ا". وفي البيان 2 من الصفحة ذاتها ذكر-
52 10

الصفحة 1052