من أشبه [266 ظ] مطلوب عند الله -تعالى (3)! ". فقد سلمتم المسألة لأنه إذا كان
هناك (4) أشبه مطلوب عند الله - تعالى (3)! - دل على أنه هو الحق وما سواه باطل لأنا
تعبدنا بحكم (5) الله - تعالى!. وإن أردتم بالأشبه ما قاله أبو هاشم (2) وهو أن يحكم
بما هو أولى عنده وأن الجميع صحيح وحق وصواب فليس بصحيح، لأنه إذا كان
الجميع حقا وصوابا كانت مناظرتهم "موضوعة للأخذ بحق* (6) دون حق، وليس
لذلك معنى عند العقلاء أكثر من إتعاب الفكر وتقطيع الزمان بغير فائدة.
ويدل عليه أن ههنا أقوالا متضادة في مسائل الاجتهاد كالتحليل والتحريم
والإيجاب والإسقاط والتصحيح والإفساد؛ ولا يخلو هذان القولان المتضادان إما أن
يكونا صحيحين أو فاسدين أو أحدهما صحيحا والآخر فاسدا؛ بطل أن يكونا
فاسدين لأن ذلك يؤدي إلى اجتماع الأمة على الخطأ، وذلك لا يجوز؛ وبطل (7) أن
يكونا صحيحين كما قلتم لأن ذلك يقتضي أن يكون الشيء الواحد حلالا وحراما
وصحيحا وفاسدا واجبا (8) وغير واجب في حالة واحدة؛ وهذا من جملة
المستحيلات، والشرع لا يرد بمستحيلات العقل (9)؛ فإذا بطل هذان القسمان بقي
القسم الثالث. وهو ما ذكرناه (10) أحدهما صحيح والآخر فاسد باطل.
1201 - فإن قيل: "ما أنكرتم على من قال: "إنهما صحيحان "؟ وقولك: "إنه
يؤدي إلى الاستحالة " غير صحيح لأن الاستحالة إنما تكون إذا جعلناه حراما حلالا (1)
__________
(2) انظر التعليقات على الأعلام.
(3) الصيغة ساقطة من إ.
(4) في ا: هنا.
(5) بحكم: ساقطة من ب.
(6) ما بين العلامتين ورد محله في ب: وللآخر فحق.
(7) في ب: بطل، بدون الواو.
(8) في ا: واجب.
(9) في ا: العقول.
(10) 5: ساقطة من ب.
(1) في ا: حلالا حراما.
1056