كتاب شرح اللمع

وجواب اخر أنه لو جاز أن ئجعل هذا دليلا في مسائل الاجتهاد وئستدل به على
أن كل مجتهد مصيب [لأدى إلى تناقض] لأن الأشعرية والمعتزلة إذا تكلموا في تخليد
الكفار في النار يتعلق (3) كل واحد بظاهر من القران ويشتغل (4) خصمه بتأويل
الظاهر () وإسقاط حجته (6) منه؛ وكذلك مسألة إثبات الروية وخلق الأفعال وكثير من
المسائل؛ ثم لا يقال: "إن كل واحد منهم مصيب " بل الصواب مع واحد والآخر
خطأ، كذلك في مسألتنا مثله.
1216 - احتجّ أيضا بأن قال: "حمل الناس على مذهب واحد يؤدي إلى
الحرح والتضييق والتشديد؛ وقال الله -تعالى!: " وما جعل عليكم في الدين من
حرح " (1).وفال النبي!!: "ئعثت بالحنيفئة ال! محة ال! هلة ولم ابعث بالرهبانئة
الفبتدعة " (2)
والجواب أنه لو جاز أن ئجعل هذا دليلا في مسائل الاجتهاد لجاز أن ئجعل
دليلا (3) في مساثل النمق والإجماع ويقال: " إن الحق فيها [272 و] وفي غيرها" لأن
ذلك يؤدي إلى المشقة؛ ولفا بطل أن يقال هذا هناك بطل ههنا.
وجواب آخر أن الأحكام في الشرع غير موضوعة على ما نعرفه من مصلحتنا (4)
ويميل إليه طبعنا حتى نبني الأمر فيه على ذلك، بل الأحكام موضوعة على ما فيه
الصواب والمصلحة عند الله - تعالى ! - في معلومه، فيجب أن يطلب دليل ذلك؛ فإنا
__________
(3) في ب: وتعلق.
(4) في ب: وشغل.
(5) في ب: ظاهر، بدون تعريف.
(6) في ب: حجة.
1216 - (1) جزء من الآية 8 V من سورة الحج (22).
(2) سبق تخريج الحديث في البيان 6 من الفقرة 1189.
(3) [ب 167 لما.
(4) في ا: مصالحنا.
1070

الصفحة 1070