كتاب شرح اللمع

،شك وأحياناً، إن تمكن من ذلك، يدعمها بسلطة حقيقية وفعلية (1).
أما عن السلطنة البوتهية فقد خضع لها الخليفة العباسي ابتداء من سنة
- 945/ 7334 ختى سنة 1.55/ 447. وكان باستطاعة البويهيين القضاء على الخلافة
العباسية؛ إلا أنهم اتروا الإبقاء عليها كمؤسسة يستمدون من شرعيتها نفوذهم مع
المحاولة الدائبة لإضعاف سلطتها الفعلية، وذلك بالسعي إلى نشر التشيع الإمامي
المناهض للخلافة العباسية السنية (1).!
ونشهد هذا الصراع الديني بين الشيعة والسنة طوال العهد البوتهي، يحتد أحيانا
حتى يصل إلى الصراع الدموي ويضعف أحيانا أخرى حتى لا تجد له أثرا يذكر.
فالحوادث الخطيرة والتي انتهت إلى معارك عنيفة ثارت ببغداد لأول مرة على عهد
السلطان معز الدولة المتوفى في 966/ 356 وذلك بمناسبة احتفال الشيعة بالعيدين
الهامين عاشوراء في العاشر من محرم وغدير خم في 18 من ذي الحجة. وتستمر
على عهد بختيار في سنتي 356 - 966/ 57 - 67 وتشهد بغداد ظهور العئارين في
سنة 974/ 364 وهم عبارة عن قطاع طرق ينتمون إلى كلا الطرفين ويعيثون في
العاصمة العباسية لمفساد مستغلين عدم الاستقرار السياسي في البلاد. وأما عهد عضد
الدرلة المتوفى في 982/ 362 فقد شهد نوعا من التهدئة في الميدان الديني، تهدئة
لم تحل دون توشع رقعة الدعوة الشيعية ولم تحد من نشاط أصحاب الوعظ والإرشاد من
الخطباء السنيين. وعندما دخل عضد الدولة بغداد في سنة 977/ 367 حاول إيقاف
نشاط الوعاظ متهما إياهم بإثارة الضخب في المدينة في حلقات وعظهم في الأماكن
العمومية، إلا أنه لم يستطع شيئا دون ابن سمعون المتوفى في 997/ 387 ولم يقو
على ثني عزمه عن الاستمرار في نشاطه. ويبدو أن سياسة التهدئة قد أتت أكلها على
عهد صمصم الدولة (372 - 376/ 982 - 986) تم شرف الدولة (376 - 379/ 986 -
989) إذ لم تسجل في أيامهما حوادث ذات خطر بين السنة والشيعة وتزوجت أخت
شرف الدولة الخليفة الطاثع علامة على سياسة التهادن بينهما (3).
__________
(1) انظر جورج مقدسي في ابن عقيل ص 75 - 74.
(2) انظر هنري لاووست في فصله عن الماوردي ص 44.
(3) أنظر هنري لاووست في فصله المذكور ص 44 - 45.
11

الصفحة 11