كتاب شرح اللمع

وتغيرت الأمور مع السلطان بهاء الدولة (1 0 12 - 989/ 403 - rVA) اذ قوتت
في عهده الدعوة الشيعية الإمامية واشتدت حدة الاضطرابات الدينية. وفعلا ففي سنة
994/ 383 أنئس! الوزير البوتهي سابور بن أردشير في حي الكرخ ببغداد دار العلم (1)
وزؤدها بمكتبة ثرية أقام عليها مجموعة من الأعيان الشيعة، وهي أول مدرسة تعتمد
أوقافا هامة وتركز الدعاية الدينية والسياسية على وسائل ناجعة وقئمة من النشاط
الجامعي. ويجب أن ننتظر سنة 7/ 459 06 ا حتى نشهد قيام مدرسة سنية تلك التي
أصس! ها نظام الملك للدعاية السياسية والدينية على دعامة جامعية وكلف بالتدريس فيها
مؤلفنا الشيرازي. وفي هذا العهد أيضا ثارت أزمة عنيفة زعزعت أركان الخلافة
العباسية؛ ففي سنة 1 991/ 38 نشب خلاف بين السلطان والخليفة الطاثع انتهى
بخطفه وسجنه في قصر السلطان؛ ونهب الجيش السلطاني جزءا من القصر الخليفي
وألزأ بهاء الدولة الخليفة أن يتنازل عن العرس لابنه القادر؟ وهكذا سجل عقد التنازل
أعيان بغداد وأشرافها وقضاتها (2).
وحاول الخليفة القادر الاستفاثة من التنازع الذي نشب بين السلطانين جلال
الدولة وأبي كاليجار (3 (كما حاول استغلال الحرب التي شنها على البوتهيين السلطان
محمودبن سبستكين المتوفى في 1030/ 421. ومحمود هذا سني ينتمي الى
المذهب الشافعي وقد ساعد الخليفة بسياسته الحربية ضد السلاطين البوتهيين، ولكن
أيضا بالعمل على احياء السنّة وعلى تجنيد القوى الدينية والعلمية لتقوتة سلطة القادر،
خليفة رسول الله. وهكذا برزت من جديد أمارات السلطة من ذكر اسم الخليفة في
__________
(1) أنظر في دائرة المعارت الإسلامية مقال د. صوردال D. Sourdel عن دار العلم ول] اث Dar al .
وهي أهم دور العلم. وتاريخ تأسيسها قد يكون 381 أو 383. وكان بخزائنها ما يزيد على
عثرة آلاف مجلد في مختلف الفنون والعلوم. وكان يقوم على ادارتها شريفان وقاض. ويظهر
أن الشاعر الميعي الشريف المرتضى تولى ادارتها بعد موت مؤ! سسها سابور. وكان يومها طلاب
العلم، ولعل أشهرهم أبو العلاه المعري الذي كان يلازمها طيلة اقامته القصيرة ببغداد في 390 - 0 0 4/ 09 0 1 - 0 1 0 1. وأحرقت دار العلم لدى دخول السلاجقة الى بغداد في 1055/ 447 أو 451، حسب اختلاف المصادر.
(2) المصدر السابق ص 51 وه 4.
(3) المصدر السابق ص 45.
12

الصفحة 12