كتاب شرح اللمع

[1 و] بسم الله الرحمن الرحيم
[باب في بيان الحدود في أصول الفقه]
-[باب بيان الحد والعلم والظن والشك والجهل والعقل]-
1 - قال الشيخ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزأبادي
-رضي الله عنه وأرضاه وأيابه الجنة برحمته!: الحمددله حق حمده وصلواته على
محمد خير خلقه، وعلى آله وصحبه وسلم!.
لماكان الغرض مما نذكره بيان أصول الفقه وجب بيان العلم والظن وما يتصل
بهما، لأن أحكام الشرع معلومات ومظنونات. ولما كان العلم والظن يتوصل إليهما
بالنظر والاستدلال عطفنا عليهما ذكر النظر وبيان الدليل، ثم ذكرنا بعد ذلك الفقه
وأصول الفقه ووجوه أدلة الشرع وماخذ الأحكام، وما يتصل بذلك.
2 - ونقدم على ذلك ذكر الحد لأنا نحتاج [إلى] أن نعرف به حقائق الأشيا [ء] (1)
فلا بد أن نعرف حقيقته في نفسه ثم نعرف به غيره. وأصل الحد في اللغة هو المنع،
ومنه سمي الحديد حديدا لأنه يمنع من وصول السلاج إلى البدن؛ وسمي البواب
والسجان حدادا لأنه يمنع من في الدار من الخروج منها ويمنع الخارج من الدخول
فيها،؛ وسفيت حدود الدار حدوداه (2) لأنها تمنع أن يدخل فيها ما ليس منها وأن
يخرج منها ما هو منها؛ ومنها سميت الحدود في المعاصي حدودا لأنها تمنع أصحابها
من العود إليها أو إلى مثلها؛ ومنه سمي الإحداد في العدة إحدادا لأنه يمنع من الزينة.
3 - وأما حقيقته في الشرع فقد ذكر فيه عبارات، فقيل: "هو الجامع المانع"
__________
(1) كثيرا ما تسقط الهمزة في مثل هذا الموضع من الكلمة.
(2) ما بين العلامتين وضع الناسخ فوقه سطرا أحمر.
145

الصفحة 145