وقيل فيه: "ما يمنع الوالج من الخروج والخارج من الولوج ". قال القاضي أبو
الطيب (1): "هذا أبرد من الثلوج ". والعبارة الصحيحة عن الحد عبارة القاضي أبي
بكر [الباقلاني] (2) قال: "هو العبارة عن المقصود بما يحصره ويحيط به إحاطة تمنع
أن يدخل فيه ما [1 ظ] ليس منه وأن يخرج منه ما هو منه".
4 - ومن شرط الحد أن يطرد وينعكس فيوجد المحدود بوجوده وتعدم بعدمه
كالعلل العقلية. ومتى لم يكن كذلك لم يكن حدا. وتنطبق على المحدود (1) انطباق
الكف على الكف لا يفضل أحدهما على الآخر. فإن قيل: فما معنى قول العلماء:
"الزيادة في الحد نقصان في المحدود. والنقصان فيه زيادة في المحدود". قلنا: هذا
صحيح ا فإنهم إذا قالوا: "حد الواجب هو الفعل الذي يتعلق العقاب بتركه " خرج عن
المحدود القول، لزيادة قوله: " فعل ". لو حذف ذلك فقال: " ما تعلق " دخل فيه القول.
كذلك إذا قال فائل: " اشترى عبدا تركيا" فإن بزيادة قوله: تركيا، خرج منه الحبشي.
ولو قال: "عبدا" دخل فيه كل عبد.
5 - فأما حد العلم فإن كثيرا من الناس امتنع من حده وفالولأ: "لأي شيء حددناه
فالعلم أوفى منهولفي البيان وأبلغ في الإفادة! وإنما نذكر حقيقة الثيء للإيضاج
والإظهار؛ فإذا كان فتي نفسه أظهر وأوضح فلا معنى لحده به". وحكى الشيخ الإمام
[الشيرازي] (1) هذا في الدرس عن ابن اللئان (2)، قال: ولا يجوز أن يحد العلم
بالمعرفة لأن العلم أوفى منها لأنه يتعدى إلى مفعولين فتقول: "علمت زيدا قاتما" ولا
تقول: " عرفت زيدا قاثما". ومنهم من حده واختلف في حده فقيل فيه: " تبين المعلوم
على ما هو به". وهذا فاسد لأنه لا يدخل فيه علم الله -تعالى! - فإنه لا يوصف بأنه
تبيبئ لأن التبين هو تكلف تحصيل الشي [ء]، وذلك يستحيل في علم الله -تعالى إ.
وقيل فيه: "معرفة المعلوم على ما هو به". وهذا الذي نختاره؛ فكل من عرف شيئا
__________
3 - (1) أنظر التعليقات على الأعلابم، وهو طبعا الطبري أستاذ الشيرازي.
(2) نرجح أنه الباقلاني،6 وأحيانا يذكره بكنيته واسمه. ا. ظو التعليقات على الأكلام.
4 - (1) في الأصل: الحدود، وهو خطا من الناسخ.
5 - (1) يكتفي الناسخ عادة بالإمام.-رحمه الله!.
(2) أنظو التعليقات على الأعلام.-
1146!