كتاب شرح اللمع

على ما هو به فقد علمه. وحكى الشيخ [الشيرازي] (1) في الدرس عن القاضي أبي
بكر [الباقلاني] (3) قال: ايكفي أن نقول: "معرفة المعلوم " لأن ذلك إنما يتصف به
في عرفه على ما هو به".
6 - وقالت المعتزلة (1): [2 و] "اعتقاد الشيء على ما هو به مع سكون النفس
إليه ". وهذا الحد فاسد من ثلاثة أوجه:
- أحدها: أنهم قالوا: "اعتقاد الشئ" فلا يدخل فيه علم الله - تعالى! - لأنه لا
بوصف بأنه اعتقاد، ومن شأن الحد أن يكون محيطاً بالمحدود لا يُخرج منه شيئأ عنه؛
وبنوا ذلك على أصلهم الباطل في أن الله -تعالى! - عالم بغير علم. وذلك فاسد
لأن الله - تعالى! - قال: (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) (2)، وقال - تعالى!: (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) (3)؟ فأثبت لنَفسه -عزّ وجل! - علماً، ولأنه يستحيل أن يكون
عالماً بغير علم كما يستحيل كونه قادراً وحيَاً ومريداً من غير قدرة وحياة وإرادة، لأن
الأسماء المشتقة من المعاني لا تطلق إلا بعد وجود المعاني.
-والثاني: أنهم قالوا: "اعتقاد الشئ"، والشيء اسم للموجود فلا يدخل فيه
المعدوم؟ والعلم يتعلق بالمعدوم والموجود، فلم يستوف الحد المحدود. وهذا بنوه
على أصلهم في أن المعدوم شيء.
قال الشيخ [الشيرازي]- رحمه الله! (4): سمعت القاضي أبا الطيب
[الطبري] (5) يقول: "سمعت القاضي أبا بكر [الباقلاني] (6) - رحمه الله! - يقول: "لا
أكفر المعتزلة (1) إلا لقولهم: إن المعدم شيء، لأن ذلك يؤديهم إلى القول بقدم
__________
(3) أنظر البيان 2 من الفقرة 3.
(1) انظر التعليقات على الأعلام.
(2) جزء من الآية 166 من سورة النساء (4).
(3) جزء من الآية 11 من سورة فاطر (35).
(4) أنظر البيان 1 من الفقرة 3.
(5) أنظر التعليقات على الأعلام.
(6) انظر البيان 2 من الفقرة 3.
147

الصفحة 147