كتاب شرح اللمع

شئت فقلت: "كل علم لم يقع عن نظر واستدلال "؛ وذلك كالعلم الواقع عن الحواس
الخمس، وهي السمع والبصر والشم والذوق واللمس؛ فإن ما (1) يدركه بحاسة البصر
من المرئيات يضطرالى معرفته اضطرارا لا يمكنه دفعه عن نفسه. وكذلك ما يحصل له
من العلم بالشم في المشمومات والعلم بالطعم في المطعومات وبالذوق في المذوفات
والعلم بصفة الملموس في الملموسات من نعومة وخشونة، ي! طر إلى معرفة ذلك
اضطرارا لا ينفك عنه. وكذلك العلم الواقع عن الأخبار المتواترة بالبلاد الناتية
والقرون الخالية. وكذلك العلم بجمل (2) الشريعة التي طريقها التواتر. وكذلك العلم
بما يضطر اليه من حال نفسه وغيره من فرح وغم وصحة وسقم وجبن الجبان ولثجاعة
الشجعان وخجل الخجل ووجل الوجل [3 و] والحاح الملخ وإلظاظ الملط. فجميع ذلك
علم ضروري، وانما سمي ضروريا لأنه يضطر إلى معرفته (3) اضطرارا لا سبيل له إلى
نفيه عن نفسه، كما يضطر إلى أفعال يفعلها من أكل الميتة وغيرها.
*والمكتسب فهو كل علم قدر المخلوق [على] أن يدفعه عن نفسه بالشك
والشبهة، او كل علم وقع عن نظر3) واستدلال *؛ سمي مكتسبا لأنه يكتسبه بالنظر
ويتوصل اليه بالاستدلال * ()، كما يكتسب المال بالسعي والطلب. وهو كالعلم
بحدوث (6) العالم واثبات الصانع ومعرفة النبوات وصدق الرسل بما ظهر على أيديهم
من المعجزات، وغير ذلك من الأحكام الشرعية كوجوب الصلاة (7) وأعدادها ووجوب
الزكاة (8) ونصبها.
__________
8 - ( I) في الأصل: فإنما؛ وهكذا كلما وردت الكلمة وفيها ما مسبوقة بحرف نصب اوجرمثل: فيما، أ و
تشبيه مثل: كلما.
(2) في الأصل: بحمد.
(3) في الأصل: معرفه.
(4) في الأصل: نظراة.
(5) ما بين العلامتين اثبته الناسخ في الطرة بخط مماثل لخط المتن.
(6) ترد هذه الكلمة عادة بدون الواو. انظر البيان 3 من الفقرة 9 على سبيل المثال.
(7) في الأصل: الصلوة ولا.
(8) في الأصل: الزكوات، وهكذا كلما وردت في كامل النص.
III

الصفحة 149