9 - قال الشيخ [الشيرازي] (1): وقد يكون في العلوم الكسبية ما ينزل (2) منزلة
الضرورية كالعلم بحدث (3) العالم واثبات الصانع، ف! نه اذا نظر في أدلته كهذه الأشياء
المحكمة من خلق المخلوقات وصنع المصنوعات علم من حيث الضرورة أنه لا بد
لهن من صانع صنعهن وخالق خلقهن، اذ الحائط المبني والثوب المخيط لا بد له من
فاعل، فهذه الأشياء العظيمة أولى.
فصل
10 - والظن تجوتز أمرين أحدهما أظهر من الآخر، وذلك كخبر الثقة يجوز أن
يكون صادقا ويجوز أن يكون كاذبا، غير أن الأظهر من حاله الصدق، فيظهر أنه
صا، ق. وكذلك الغيم المشف الداني من الأرض يظن أنه يجيء منه مطر لأنه يجوز
أن يجيء منه المطر ويجوز أن لا يجيء منه المطر، فالأظهر منه مجيء المطر، علم (1)
العادة في ذلك. وكذلك ظن المجتهد في الأحكام الشرعية يجوز أن يكون الحكم
على ما يذهب إليه ويجوز أن يكون بخلافه، غير أنه يظن أن الحكم كما يذهب اليه
فيسمى ذلك ظنا.
قال الإمام [الشيرازي]: وما يستعمله الفقهاء من [3 ظ] التحري في الأواني من
قولهم: "إذا غلب على ظنه طهارة إناء توضأ به" غير صحيح، لأنه لا يعتبر في ذلك
غلبة الظن، بل يكفي فيه أن يقع الظن بطهارة بعض الأواني بأمارة واحدة؛ وغلبة الظن
أن تتزايد الأمارات الموجبة للظن وتتكاثر ويكون على الحكم دليلان وتلاثة ويخبره
ثقتان وثلاثة وأكثر. وذلك غير معتبر فيه ويكفيه أمارة واحدة يحصل له الظن بها. ومن
ذكر غلبة الظن في التحرى فإما أن يكون جاهلا بحقيقة الظن أو يكون متجوزا في
كلامه وقصده به الظن وعبر عنه بغلبة الظن.
__________
9 - (1) أنظر البيان 1 من الفقرة ه.
(2) في الاصل: لا ينزل.
(3) انظر البيان 7 من الفقرة 8.
10 - (1) هكذا بالأصل، والتقدير: حسب ما يحصل لنا من العلم عاثة في ذلك.
150