كتاب شرح اللمع

11 - والشك تجوتز أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر، وذلك كالغيم العالي
المتفرق يشك في مجيء المطر منه، لأنه يجوز أن يجتمع ويدنو (1) من الأرض فيجيء
منه المطر وتجوز أن لا يجيء منه المطر، وذلك في أوان المطر. وليس لأحد
التجوبزين (2) على الآخر مزية. وكذلك خبر الفاسق مشكوك في مخبره لأنه يجوزان
يكون صادقا ويجوز أن يكون كاذبا، وليس لأحد الأمرين على الآخر مزية. وكذلك
المجتهد في الحادتة قبل أن يقع له الظن في أحد الحك! بين يوصف [ب] عنه شاك في
الحكم.
12 - والجهل تصور المعلوم على خلاف ما هو به.

فصل
13 - والعقل ضرب من العلوم الضرورية، وهو العلم باستحالة اجتماع
الضدين وكون الجسم في مكانين، ونقصان الواحد عن الاثنين، والعلم بموجب
العبادات. فلو أخبره مخعبر أن دجلة تجري ذهبا لا ئجؤز صدقه ويمضي كاليأخذه (1).
وقال علي بن حمزة الطبري (2): " العقل نور وبصيرة منزله من القلب منزلة البصر من
العين ". وقال بعضهم: "قوة يتصل بها [ما [بين حقائق المعلومات ". وقال ابن
فورك (2): "هو العلم الذي يمتنع به من فعل القبيح [4 و [". وقيل: "ما ح! ن معه
التكليف ". فإن قيل: "لم قال الشافعي (2): "الحمام أعقل الطير؟ " قيل: أراد على
سبيل التمييز والهداية فسمى ذلك عقلأ على سبيل المجاز.
إدا ثبت هذا فمحله القلب. وقال بعض الناس: "محله الدماغ ". وذهب إليه
بعض أصحاب أبي حنيفة (3) وقالوا: "لأن الناس تقولون: "فلان خفيف الدماغ "
__________
11 -
13 -
(1) في الأصل: يدنوا. ويحدث هذا كثيرأ من الناسخ.
(2) في الأصل: التجويز بر على الاخر.
(1) في الأصل ورد الفعل الأول غير واضح، وقد فضلنا: ويمضي، على: ويصير.
(2) أنظر التعليقات على الأعلام.
(3) في الأصل: أبو حنيفة. أنظر عنه التعليقات على الأعلام.
151

الصفحة 151