البالغ في حياة مؤلفنا الشيرازي؛ وسنرجع إلى الوزير بعد قليل إذ إن عهده و إن امتد الى
عشر سنوات تقريبا مع ألب أرسلالط فقد اتصل مع ملك شاه نحوأ من عشرين سنة وازدهر
أفي ازدهار. وجرج ألب وتوفي متأثرا بجروحه في 465/ 572 1 بعد أن تخلص من كل
أعدائه الأمراء المزاحمين له على السلطنة إلا من أخيه قاورت؛ فقد ظل حيا بعد
مماته (1).
ويعتبر عهد ملك شاه اخر حلقة من السلسلة الذهبية للدولة السلجوقية إذ بمقتله
ستدخل الدولة في طور الضعف والانحلال. ويشبه عهده عهد طغرلبك أكثر مما يشبه
عهد أبيه ألب أرسلان، اذ قد عاش الفترتين، الفترة الأولى التي قضى فيها على كل
منافسيه في السلطنة من الأمراء والتي قدم إترها إلى بغداد ليتمتع بفترة السلطة العليا.
ويشبه طغرلبك في أنه أيضا حاول إهانة الخليفة العباسي اذ سعى إلى خلعه حيث
اكتفى الاخر بإجباره على تزويجه من ابنته (2).
الأ أن هذا العهد امتاز بالمكانة الفريدة التي تمتع بها الوزير نظام الملك؛ ومن
بداية العهد حرص الوزير على استغلال ظروف سياسية وعسكرية قاسية ليحمل
السلطان على أن يفؤض إليه تفوتضا صريحا بكامل سلطته؛ وهذا التفوتصيجعل من
نظام الملك شبه خليفة إذ سلطة السلطان إن هي إلا من تفوتصصاحب السلطة
ببغداد، خليفة رسول الله؛ إذا فهو بالنسبة لسلطانه كنسبة السلطان إلى الخليفة (3).
ويتساءل جورج مقدسي عن الأسباب التي قعدت بنظام الملك عن أن ينصب
نفسه سلطانا مكان ملك شاه بعد أن يقوم بخلعه. فيرى أن نظام الملك لم يكن رجل
حرب كبقية السلاجقة؛ فعبقريته ظهرت في ادارة المملكة الإسلامية الخاضعة لسلطة
بغداد بينما كانت السلطنة تفرض المشاركة في فتوحات خارج دار الإسلام وفي
حروب أهلية داخلية مع الأمراء المزاحمين؛ وهو في هذا لا يمكنه إلا الانتصار أو
الخضوع أو الهلاك. أما إذا احتفظ بلقب الوزارة فباستطاعته التفرد بالسلطة العليا
__________
(1) المصدر المذكور ص 0 2 1 - 28 1.
(2) المصدر المذكور ص 28 1 - 29 1.
(3) المصدر المذكور ص 29 1 - 130.