كتاب شرح اللمع

[المهمل والمفيد]
28 - لما كانت معرفة خطاب الله - عز وجل! - وخطاب رسوله --لمجد! ه ا موقوفة
على معرفة أقسام الكلام، كلام العرب، اذكان خطابهما باللغة العربية وورد على
عاداتهم، لم يكن بد من بيان أقسام كلامهم ليحصل لنا المقصود من مقنضى
الخطابين، فبدأنا بذكر ذلك.
وجملة ذلك أن ما يتفوه به اللسان وينطق به الإنسان قسمان: مهمل (1)
ومستعمل:
-فالمهمل ما لم يوضع للإفادة، وقد ذكر ذلك أرباب اللغة في كتبهم التي
قصدوا بها حصر اللغة، فقالوا: "هذا مهمل " لما لم يسمع من العرب [9 و] "وهذا
مستعمل "لماصمع منهم.
-والمستعمل ما وضع للإفادة، وهو ضربان:
احدهما ما يفيد معنى في نفسه.
والئاني لا يفيد معنى في نفسه.
اما ما لا يفيد معنى فهو الأسماء الألقاب كزيد وعمرو (2) وبكر وخالد وغير
ذلك. فإن هذه الأسماء غير موضوعة لمعاني تدل عليها، وإنما جعلت علما على
المسمى بها في نفسه للتمييز بينه وبين غيره؛ وتسمى الأسماء الأعلام. ولهذا يسمي الرجل
__________
28 - (1) في الأصل: مجمل مهمل.
(2) في الأصل: عمر.

الصفحة 167