ولده باسم ثم يترك ذلك الاسم وشمميه بغيره. وقد يسمي الرجل باسم وهوبضد مقتضاه.
والضرب الثاني ما يفيد معنى في ما سمي به ووضع له، وذلك كالرجل والمرأة
والفرس والحمار واللحم والتمر وغير ذلك من الألفاظ.
29 - وأقسام الكلام ذكر أهل العربية أنها ثلاثة: اسم وفعل وحرف ومن تقدم
منهم لم يحد شيئا من ذلك بل ذكر للاسم علامات يعرف بها وللفعل علامات يتميز
بها؛ والحرف في ما بينهما يتميز عنهما بخلوه من علامتهما وهو معدود محصور؛
قيل: نيف وثلاتون.
والمتأخرون من أهل المعرفة بهذا العلم حدوا ذلك وهو أقرب الى الفهم وأشبه
بما قصدناه فقالوا: الاسم كل لفظ دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمان؛ ولا يلزم
عليه الحرف لأنه لا يدل على معنى في نفسه؛ ولا يلزم عليه الفعل لأنه يدل على
معنى مقترن بزمان. والفعل كل لفظ دل على معنى في نفسه مقترن بزمان كقولك: قام
/يقوم وقعد/ يقعد ونحو ذلك. والحرف كل لفظ لا يفيد معنى في نفسه وانما يفيد
معنى في غيره كقولك: من وإلى وعن وعلى وفي ومع ونحو ذلك. وقد نذكر هذه
الحروف لتفيد معنى في غيرها وقد تزاد في الكلام للتحسين والترصيع.
30 - إذا ثبت هذا فاقل كلام مفيد ما تركب من اسمين أو اسم وفعل كقولك:
زند قائم، وعمر اخوك، ونحو ذلك وقام زيد، وجلس عمرو (؟) ونحو ذلك. وما
تركب [9 ظ] من حرفين كقولك: من عن، وقد عن، أومن حرف واسم كقولك: من
زيد، والى عمرو، او من حرف وفعل كقولك: فد قام، أو من فعلين كقولك: قام /
يقوم، أو قام يقعد، فانه غير مفيد. -
فان قيل: قد رأينا الحرف مع الاسم يفيدان وهو قولهم: يا زيد،
قيل: ها هنا لم تتعلق (2) الفائدة بمجردها وانما تقدرت بفعل مقدر مضمر في
النداء، وهوان تقديره: أدعو زيدا، وأنادي عمرأ؛ وكانت الفائدة في الحقيقة بفعل
واسم وكان الحرف دالا على الفعل المراد.
__________
30 - (1) في الأصل: عمر.
(2) في الأصل: يتعلق.
168