كتاب شرح اللمع

باب القول في الحقيقة والمجاز
31 - وما ذكرنا من الكلام المفيد ينقسم إلى حقيقة ومجاز. وقد نزل القرآن
بانجميع وتخاطب به العرب (1 (في لغتها. وذهب بعض الناس الى انه ليس في اللغة!
مجاز بل جميع ما يستعمله العرب حقيقة. وقال ابو بكر بن داود (2 (: "في إللغة مجاز
ولكن ليس في القران مجاز". وهذا غلط.
والدليل على إثباتت المجاز في اللغة اظهر من ان يحتاج فيه [الى] تكلف. واما
في القران فالدليل عليه ان المجاز يكون من اربعة اوجه: مرة يكون بالزيادة ومرة
بالنقصان ومرة بالتقديم والتأخير ومرة بالاستعارة. فالزائدة كقوله - تعالى!: " ليس
كمثله شيء " (3 (، معناه ليس مثله شيء والكاف زيدتت على سبيل المجاز لأن الله
-تعالى! - لا مثل له، فيقال: ليس كمثله. والنقصان كقوله -تعالى إ: "واسأل
القرية " (4 (، والمراد به اهل القرية، فحذف المضاف واقام المضاف إليه مقامه،
وكقوله - تعالى!: "فقبضت قبضة من أثر الرسول " (5)، معناه قبضة من اثر تراتب
حافر فرس رسول الله --لمج!!، ومثله كثير. و 1 لتقديم والتأخير كقوله - تعالى!: " [و]
الذي اخرج المرعى. فجعله غثاء احوى" (6)، تقديره الذي اخرج المرعى احوى فجعله
__________
31 - (1) في الأصل: تخاطبت به العرب في العرب.
(2) أنظر التعليقات على الأعلام. وفي الأصل: أبو بكر ابن داوود، وهكذا كلما ورد الاسم.
(3) جزء من الآية 11 من سورة الشورى (42).
(4) جزء من الآية 82 من سورة يوسف (12).
(°) جزء من الآية 96 من سورة طه (20).
(6) الآيتان 4 و 5 من سورة الأعلى (87).
169

الصفحة 169