غثا [ء] [10 و] لأن الأحوى هو الأخضر الغض الذي يضرب إلى السواد من شدة
خضرته والغثاء اليابس، وانما يصير أخضر تم يابساً؛ فلا بد فيه من التقديم والتأخير،
ولا يقدر على ذلك إلا مقتدر على الكلام متمكن من الفصاحة والبلاغة في اللسان.
وفال - تعالى!: "الحمد دثه الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا " (7 (
في ما تقديره أنزل على عبده الكتاب قئما وليم يجعل له عوجا. والاستعارة كقوله
-تعالى!: " فوجد فيها جدارا يريد ان ينقض فاقامه " (8 (، فوصفه بالإرادة مع
استحالتها منه على سبيل المجاز، لأن الإرادة إنما يوصف بها الآدمي كقوله
-تعالى!: "يوم يكشف عن -ساق " (9 (، وليس هناك ساق يكشف عنها على
الحقيقة، وإنما عئر بذلك عن هول يوم القيامة وعظمه؛ والعرب تعبر بمثل ذلك عن
الأمور العظام والأهوال الشداد.
واستدل أبو العباس بن سريج (10) على أبي بكر بن داود (11 (بقوله - تعالى!:
" لهدمت صوامع وبيع وصلوات " (13) فقال: "الصلوات لا تهدم وأنما أراد به
مواضع الصلوات وعبر بالصلوات عنها على سبيل المجاز وحذف المضاف وأقام
المضاف إليه مقامه "، فلم يكن عنه جواب.
وإذا كان المجاز إنما يقع في اللغة بهذه الوجوه التي (13) بيناها وهي كلها في
القران موجود [ة] مثبت! ء] فثبوت الوجود فيه كفاية.
32 - واحتجوا بأن المجاز إنما يصار إليه عند الضرورة ويستعمل في الكلام
لمكان الحاجة، وخطاب الله -عز وجل! - منزه عن مثل ذلك؛ فإن الله - تعالى! - لا
__________
(7) الآية الأولى من سورة الكهف (18).
(8) الآية 77 من سورة الكهف (18).
(9) جزء من الآية 42 من سورة القلم ( A %) .
(10) أنظر التعليقات على الأعلام. وفي الأصل: ابو العباس ابن سريج.
(11) في الأصل: على ابا بكر ابن داوود. انظر التعليقات على الأعلام.
(12) جزء من الآية.4 من سورة الحج (22).
(13) في الأصل: الدي.
170