كتاب شرح اللمع

يوصف بالضرورة والحاجة في شيء من ذلك في الأمور، فلم يكن في كلامه مجاز.
والجوب [0 1 ظ] أنا لا نسلم أن استعمال المجاز موقوف على الضرورة، بل ذلك
لعلة مستعملة مستحسنة في كلام العرم، غير موقوف على الحاجة؟ ولعلهم يستعملون
المجاز أكثر من استعمالهم الحقيقة، أو نظيره. والقران نزل بلغتهم [و] على عادتهم؛
ومن عادتهم استعمال المجاز مع القدرة على الحقيقة.
33 - قالوا: لأن الحقيقة هي الحق، والقران كله حق، فوجب أن يكون كله
حقيقة لا مجاز فيه.
والجواب أنا لا نسلم أن الحقيقة هي الحق، بل الحق شيء غيره. فالحق ما
كان صدقا والحقيقة استعمال اللفظ في ما وضع له، صدقا كان أو كذبا. ولهذا نقول:
إن قول النصارى: "إن الله - تعالى! - ثالث ثلاثة! (1)، في ما حكى الله عنهم حقيقة
من جهة اللفظ في ما قصدوه وأرادوه، ولكنه ليس بحق وهو كذب. وهكذا قوله
- صلى الله عليه وسلم - لرحاله وهو يسوق الإبل (2): "رفقا بالقواريرإ" (3) يعني النساء. فهذا حق منه
- صلى الله عليه وسلم - في ما قصده من وصفهن بالضعف والرقة، ولكنه ليس بحقيقة؛ فإن النساء
لسن (4) بقوارير.
34 - واحتج بأنه لوكان في كلام الله - عز وجل! - مجاز (1) لجاز أن يسمى الله
- عز وجل! - متجوزا ومستعيرا.
__________
33 - (1
(2
(3
(4
34 - (1
) جزء من الآية 73 من سورة المائدة (5) و: تعالى، إضافة من الناسخ.
) في اي! صل: الايل.
) أخرج البخاري هذا الحديث في الصحيح في باب أدب (ج 8، ص 58)، وقد ساقه في
روايات ثلاث كلها عن أنس بن مالك وتفيد أن النبي --جير- كان في سفر وكان غلام اسمه
أنجشة حسن الصوت يحدو بالإبل فقال له النبي: "ارفق أو: رويدك يا أنجشة! ويحك
بالقوارير! أو: سوقك بالقوارير، قال أبو قلابة: يعني التساء أو: لا تك! سر القوارير، قال قتادة:
يعني ضعفة النساء.
) في الأصل: لي!.
) في الأصل: مجازا.
171

الصفحة 171