كتاب شرح اللمع

الجواب أنه إنما لم يجز ذلك، لأن ذلك صار مستعملا في من يتسمح (2 (في كلامه
ويكون خبره بخلاف مخبره ولأن الطريق [في] تسمية الله هي التوقيف، والشرع دون
القياس ولهذا لا يسمى فقيها ولا دربا (3 (.

فصل
35 - حد الحقيقة كل لفظ بقي على موضوعه ولم ينقل إلى غيره كالحمار في
البهيمة المعروفة والبحر في الماء الكثير. هذا حدها على مذهب أهل الحق والسنة.
وأما المعتزلة (1) فإنهم قالوا: "حد الحقيقة ما وقع الاصطلاح (2 (على التخاطب
به ". وإنما دعاهم الى حدها بهذا الحد لأن الأصماء عندهم منقولة من اللغة إلى الشريعة.
فالصلاة هي حقيقة في اللغة الدعاء وقد صارت حقيقة في الشرع [11 ط في هذه
الأفعال المعروفة. فعبروا بهذه العبارة لتجمع الأمرين فتكون مستوفية للمحدود. وهي
عبارة صحيحة على أصلهم تاتي على مرادهم؛ فإن لفظ الصلاة في اللغة قد وقع
الاصطلاح على التخاطب به في الدعاء، ووقع الاصطلاح أيضا في الشرع على
التخاطب به قي هذه الأفعال. وما ذكرناه من الحد يستقيم على أصلنا ولا يأتي على
مقصودهم.
36 - قال الشيخ [الشيرازي]- رحمه الله!: وهذه أول مسألة نثأت في
الاعتزال؛ وذلك أن عثمان - رضي الله عنه! - لما قتل ظهرت البدع وكثرت الشرور،
فقوم من أصحاب علي تبر [و] ا منه، وقال أهل الشام: "نحن نطلب دم عثمان ".
وجرت بينهم! ق الحروب ما لا يخفى، فجاءت المعتزلة (1 (بعدهم بقليل فقالوا:
"ننزلهم منزلة بين المنزلتين، فلا نسميهم كفارا ولا مؤمنين ونقول: هم فسقة"
__________
35 -
36 -
(2) في الأصل: شسمح.
(3) هكذا بالأصل، والدرب، أي العاقل والحاذق بصناعته، يفيد معنى مقبولا في النص.
(1) أنظر التعليقات على الأعلام.
(2) في الأصل: الاصلاخ.
(1) أنظر التعليقات على الأعلام.
IVI

الصفحة 172