- صلى الله عليه وسلم -: "صلى بي جبريل عند باب البيت مرتين " (6) وأراد أنه ابتدأ الصلاة وأحرم
بها ولم يأت بعد بشيء من الدعاء.
فلما عقل من اطلاق هذه الأسامي ما وضع لها من المعاني في الشرع دل على
انها قد نقلت اليها فوجب حملها عليها. ويدل عليه أن الصلاة لو كانت اسما للدعاء
خاصة دون ما سواه لما جازان تسمى صلاة الأخرس صلاة لأنه ما (7) دعا فيها بحال،
ولوجب إلا يسمى اخراج جزء (8) من المال زكاة لأن حقيقة الزكاة في اللغة هو النماء
والزيادة، وهذا نقصان، فدل على أنها منقولة.
51 - ويدل عليه أنه لما شرع لنا في الشرع عبادات ذات أركان وهيئات (1) ولم
يكن لها اسم في اللغة دعت الحاجة الى وضع أسماء لها تتميز بها عن غيرها، وكان
أولى الأسماء بها ما ثبت له عرف في الشرع وكثر استعماله فيه. وصار هذا بمنزلة
أرباب الصناعات في صناعتهم اذا استحدثوا الات وأدوات لم يكن وضعوا لها أسماء
تتميز بها عن غيرها لحاجتهم الى ذلك. وعلى هذا وضع الأسامي واللغات. كذلك
ها هنا. وهذا دليل الجبائي (8).
52 - واحتج المخالف بقوله - تعالى!: " إنا جعلناه قرانا عربيا " (1) وقوله:
"فإنما يسرناه بلسانك " (2) [17 و] وقوله "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " (3)،
فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وبلسانهم؛ والصلاة في لغتهم هي الدعاء والصوم
__________
(6) لم نقف على هذه الصيغة بالذات. وفي المعجم المفهرس (ج 3، ص 356، ع 1): أما إ ق
جبريل قد نزل فصفى أمام رسول الله -! - فصلى رسول الله -يث!. وقد احال فنسنك على
صحيح البخاري (بدء الخلق) وموطا مالك (صلاة).
(7) في الأصل: لا.
(8) في الأصل: جرو.
51 - (1) في الأصل: رهيبات.
(2) انظر التعليقات على الأعلام. وفي الأصل: الجنا!.
52 - (1) جزء من الآية 2 من سورة يوسف (12).
(2) جزء من الآية 97 من سورة مريم (19).
(3) جزء من الآية 4 من سورة ابر 1 هيم (14 (.
184