كتاب شرح اللمع

سنة 72/ 464. 1 الا أنه تأذى منه غاية التاذي عندما ناصب العداء الأشاعرة سنة
1076/ 469، (ثر زيارة ابن القشيري لنظامية بغداد مبعوثا اليها من قبل نظام الملك
وإلقاثه دروسا وخطبا في العقيدة الأشعرية. وانتهت القضية بقتله ولكن بعد أن حقق
انتصارا على ابن القشيري إذ نجح في إبعاده عن بغداد وان كلفه ذلك تجنيد جماهير
الشعب في مدينة السلام. ولا نغفل عن ذكر ابن عقيل الحنبلي (-1119/ 513) وان
كانت لنا عودة اليه في عرض حياة الشيرازي، (ذ هو يعد من تلاميذه وقد تولى الصلاة
على شيخه قبل دفنه.
ومن أنصار الحنابلة في بغداد أبو منصور بن يوسف المتوفى في.68/ 46. 1؛
وكوزير للخليفة العباسي كانت مكانته منه كمكانة نظام الملك من السلطان السلجوقي
في خراسان، حسب تعبير جورح مقدسي. وكالوزير السلجوقي عرف هو أيضا بنشاطه
المعماري (ذ أعاد بناء المستشفى المارستان العضدي وأوقف عليه أملاكا يكفي
دخلها لسد نفقاته وحاجياته على الدوام. فلذلك تضايق من نظام الملك واعتبر بناءه
النظامية في بغداد كتجاوز لمنطقة نفوذه الجغرافية واحتج على التصرف المجحف في
دائرة لا ترجع بالنظر إليه. وعلى كل فقد تميز المتنافسان عن رجال عصرهما بعبقرية
سياسية و (دارية وبقوة نفوذ وسعة ثراء. وفعلا فقد بلغ نفوذ أبي منصور حدا مكنه من
خلع وزير الخليفة أبي تراب الأثيري في 453/ 61. 1 لينصب محله ابن داريست؛
كما اتفق مع الخليفة العباسي ليزيح الشيرازي عن (دارة نظامية بغداد وينصب مكانه
ابن الصباغ ويمكنه من تدشينها. ولا شك أنه أحرح صدر نظام الملك الذي كان
يتضايق بكل تدخل في مشاريعه البغدادية ولا يتردد في التخلص من مزاحميه وان
أداه الأم ر 1 لى ممارسة الاغتيال السياسي.
وكانت علاقة ابن يوسف طيبة بالسلاجقة الأتراك؟ فهو الذي أوعز إلى الخليفة
في 447/ 55 0 1 بتولية الدامغاني الحنفي منصب قاضي القضاة إرضاء للغزاة الأتراك.
وقد سجن سنة 450 عندما نجح البساسيري، وزير السلطان الملك الرحيم
منافس طغرلبك، في سعيه إلى الرجوع إلى بغداد؛ ولم يسترجع حريته الا بعد أن دفع
أموالا طائلة. إلا أنه لم يطمئن كامل الاطمئنان على مصيره إلا في السنة الموالية لما
رجع طغرلبك إلى العاصمة العباسية. واليه تنسب مساع حاسمة قام بها بمعونة
الدامغاني للتوسط بين الخليفة وبين السلطان السلجوقي حتى يتم عقد زواح الثاني
25

الصفحة 25