على ابنة الأول. وليست هذه القضية الوحيدة التي تحقق فيها مصالح للسلطان من
الخليفة بمعاونة الدامغاني.
وقد سعى في الحصول على الود والإخلاص من جانب الشيوخ الحنابلة
وأصحاب الزهد وأنصارهم ورجال الوعظ والإرشاد والدعوة الدينية وأعوانهم وكذلك
الأشراف الهاشميين وأحزابهم والموظفين السلجوقيين والأمراء البدو والأتراك. وهكذا
يؤكد ابن عقيل أن أبا منصور جمع بين ود الناس واحترامهم بما لم يجمع غيره؛ فقوي
نفوذه واحتاح الخلفاء والملوك الى مساعدته.
وهو أيضا له! يبخل بمساعدته لرجال الحديث في بغداد من الحنابلة وغيرهم.
وهو بهذا يرمي أيضا الى مناهضة نشاط نظام الملك، حامي الشافعية والأشاعرة، والى
ملاحقة معتزلة عصره؛ فقد ناصبهم العداء وحال دون تدريس ابن الوليد المعتزلي في
المحلات العمومية. إلا أنه سنة 1068/ 460، سنة وفاة الوزير ابن يوسف، تنفس
المعتزلة الصعداء ورجع ابن الوليد الى التدريس من جديد وفي العلن وظهرت الفتن
بينه وبين الحنابلة. وفعلا فقد لحقت الحنابلة بموت الوزير خسارة فادحة لم يفد
لتعويضها خلفه أبو القاسم بن رضوان ثم من بعده أبو عبد الله بن جرادة المتوفى في
1085/ 476 (1).
5 - المذهب الظاهري:
في هذا القرن الخامس للهجرة فقد هذا المذهب الأهمية التي كانت له في
بغداد في القرن الماضي بفضل مساعدة عضد الدولة (367 - 977/ 372 - 982)
نصير الظاهرية ومعتنق مذهبهم، على الأرجح. والحقيقة أن أهم ظاهري في هذا
العصر كان يعيش با لأندلس وهو ابن حزم (-1.63/ 456). أما بغداد فلم تعرف
منهم إلا القاضي أبا بكر بن الأخضر (-1038/ 429) الذي أثنى عليه الشيرازي
كشاهد عدل وأبا عبدالله بن الأخضر (-.473/.8. 1) وأخيرا أبا الفضل المقدسي
(-1113/ 507) (2).
__________
(1) جورج مقدسي في المصدر المذكور ص 274 - 276.
(2) المصدر المذكور ص 278 - 281.
26